إنطاق المشاعر || feeling talk
إنطاق المشاعر || feeling talk
يُقصد به تحويل الانفعالات والمشاعر الداخلية سواء أكانت إيجابية أم سلبية إلى كلماتٍ وعباراتٍ منطوقة، مثل: “أنا أحب هذا الطعام.. يعجبني هذا الشخص.. أنا أرفض هذا الأسلوب”، وهذه السمة يفتقر إليها الشخص المكتئب، فهو غير قادر على التعبير عن مشاعره بحرية وتلقائية، وقد يعبر عنها بأسلوبٍ غير مناسبٍ للموقف، كأن يغضب بشدة في موقف بسيط لا يستدعي ذلك، أو لا يصدر أي رد فعل إذا تطلب منه الموقف أن يغضب.
ويمكنك اكتساب مهارة إنطاق المشاعر من خلال تدريب يومي تعبر فيه عن مشاعرك عدة مرات يوميًّا حتى تصير عادة شخصية، ركز في البداية على التعبير عن المشاعر الإيجابية فقط، وعندما تتقن الأمر تدرب على التعبير عن المشاعر السلبية كالغضب والنقد والاحتجاج، واحرص على أن تكون هذه المشاعر صادقة، كذلك يجب أن تتوافق لغة جسدك وتعبيراتك البدنية مع مشاعرك وكلامك، فلا تعبر عن غضبك وأنت مبتسم، ولا تعبر عن حبك وأنت عابس، وحافظ على التواصل البصري مع الشخص الذي تتحدث معه، كذلك استخدم يديك في أثناء الحديث، إذ يساعد ذلك على التعبير عن المشاعر بحرية.
كما ينبغي أن تدرب نفسك على ثقافة الاعتراف بالخطأ والاعتذار عنه، وأن تمتنع عن التعامل مع الأشخاص الغاضبين حتى لا تقع في الخطأ، وعندما ينتقدك أحد صرح له بأسلوب أنيق أن الأمر شخصي ولا يصح أن يتجاوز حدوده، كذلك عبر عن رأيك بحرية ودافع عن حقوقك دون خوفٍ من ردود أفعال الآخرين .
وأخيرًا عبر عن مشاعرك تجاه نفسك، فكما تنتقدها وتجلدها عندما تقصر أو ترتكب خطأً، اهتم بها وهنئها على كل إنجاز حققته مهما كان صغيرًا، واشكرها على صبرها وتحملها عند كل أزمة تعرضت لها.
الفكرة من كتاب ظلام في رأسي: لماذا نكتئب وكيف نجد الأمل؟
الاكتئاب مرضٌ خبيث واضطراب نفسي قاتل، يتسلل إلى النفس البشرية عند تعرضها باستمرار لمشاعر الغضب والإحباط دون أن ينفِّس الإنسان عن تلك المشاعر بطريقةٍ صحية، وتكمن خطورته في إهمال أعراضه وعدم علاجه، فيتفشى في عقل الشخص ويدمره، فيعوقه عن أداء واجباته أو التواصل مع الآخرين، ويهدم لديه إحساس الفرحة والراحة، ومن ثم يفقد رغبته في الحياة.
لذا يسعى هذا الكتاب إلى تعريفنا بطبيعة مرض الاكتئاب وأعراضه وأسبابه ونتائجه حتى نتمكن من علاجه وهزيمته، كذلك يشتمل على عدة طرائق وأساليب تساعدنا على التحكم في الأفكار السلبية والتعامل مع حالات القلق والتوتر، وكيفية تجاوز الأزمات والأوقات الصعبة، لتحقيق السعادة وراحة البال.
مؤلف كتاب ظلام في رأسي: لماذا نكتئب وكيف نجد الأمل؟
د. رانيا سامي: طبيبة نفسية وكاتبة روائية، حازت الدكتوراه في الطب النفسي، وهي عضوة اتحاد الأطباء النفسيين، صدرت لها رواية بعنوان “ما زلت أحبها سادة”.