أزمة اللاجئين
أزمة اللاجئين
بدأت أزمة اللاجئين منذ الاستعمار الأوربي لإفريقيا والشرق الأوسط واستغلال ثرواتهم لقرونٍ عدة وحتى بعد الحرب العالمية الثانية، وقد اشتدت تلك الأزمة منذ الغزو الأميركي البريطاني للعراق، الذي أباد الشعب العراقي وأشعل الصراع الطائفي الذي مزق المنطقة بأكملها حتى امتد أثره إلى سوريا، فشرَّد ملايين المواطنين الذين لجؤوا إلى الدول المجاورة، حتى بلغ عدد اللاجئين السوريين في تركيا وحدها أكثر من مليوني لاجئ سوري، ثم ازدادت كارثة اللاجئين سوءًا بعد تدمير ليبيا وامتلائها بالعناصر الإرهابية والجهاديين.
وعلى الرغم من اقتصاد أوربا المتقدم وثرواتها الضخمة وحاجتها إلى المهاجرين، تغلق عديد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوربي أبوابَها أمام اللاجئين، كما أنها تضغط على تركيا لوقف عمليات تهريب المهاجرين عبر ساحلها الجنوبي الغربي، رغم أنها المسؤولة عن صنع تلك الأزمة نتيجة جرائمها، وكذلك تفعل أمريكا التي دمرت دول أمريكا الوسطى، ثم أجبرت المكسيك على منع اللاجئين من تلك الدول من الوصول إلى حدودها. كما منعت السوريين -خصوصًا المسلمين- من الهجرة إليها خوفًا من أن يكونوا إرهابيين، يُستثنَى من ذلك ألمانيا التي استوعبت نحو مليون لاجئ، لحاجتها إليهم للحفاظ على اقتصادها في ظل تناقص نسبة المواليد، وكذلك لبنان الذي بلغت فيه نسبة السوريين نحو ٢٥% من إجمالي سكانه بالإضافة إلى الفلسطينيين المهجرين.
المؤسف أن غالبية المهاجرين يلقون حتفهم قبل الوصول إلى سواحل أوربا، ففي عام ٢٠١٥ أعلنت المفوضية العليا للاجئين في الأمم المتحدة UNHCR أن ما يزيد على ٢٥٠٠ شخص ماتوا في أثناء محاولتهم عبور البحر المتوسط إلى أوربا، باستخدام قوارب متهالكة.
الفكرة من كتاب العالم.. إلى أين؟
نَعُوم تْشُومِسْكِي هو المفكر الأشهر في العالم الذي استطاع مواجهة أمريكا بجرائمها وممارساتها العدوانية في العالم كله، دافع عن حقوق المستضعفين تحت مسمى سياسة الحرب على الإرهاب، كما حدث في العراق وغيره، ما يميز تْشُومِسْكِي هو أن أفكاره تحكمها الأخلاق ومبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان، وهو صوت الأمل والتفاؤل الذي يؤمن بضرورة مقاومة الظلم والاستغلال مهما طال أمده.
يعرض لنا تْشُومِسْكِي -من خلال هذا الكتاب- آراءه وأفكاره حول قضايا عديدة ذات تأثيرٍ كبيرٍ في العالم بأكمله، وهي: الليبرالية الجديدة وأثرها في النظام السياسي والاقتصاد والمجتمع في أمريكا، كما يناقش تاريخ السياسة الخارجية الأمريكية بما يحتويه من تدخلاتٍ عدوانية في أنظمة الدول الأخرى، ويتطرق إلى الحديث عن سياسة الحرب على الإرهاب ونتائجها المريرة التي ما زال العالم يدفع ثمنها حتى الآن، بجانب قضايا أخرى كأزمة اللاجئين وكارثة التغير المناخي.
مؤلف كتاب العالم.. إلى أين؟
نعوم تشومسكي: أستاذ لسانيات ومفكر أمريكي وناشط سياسي، رائد في مجال السياسات العالمية والتاريخ واللغويات، درس الفلسفة والمنطق واللغات في جامعة بنسلفانيا، وعمل أستاذًا زائرًا في جامعة كولومبيا، وأستاذًا في قسم اللغويات الحديثة، حاز عديدًا من الجوائز منها “ميدالية هيلمهولتز”، وصنفته مجلة “نيو ستيتمنت” في المرتبة السابعة من أبطال عصرنا، له عدة مؤلفات منها:
أوهام الشرق الأوسط.
السيطرة على الإعلام.
الدول الفاشلة.
ماذا يريد العم سام؟
السياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الاوسط.
معلومات عن المترجمة:
“ريم طويل”: مترجمة عربية، ترجمت عدة كتب، منها:
أريد أن أنام.
كل ما أعرفه عن الحب.
فنّ الهدوء.