القلق وتأثيره في حياتنا
القلق وتأثيره في حياتنا
الشعور بالقلق أمر طبيعي في حياة أي شخص، ومن الطبيعي أن يختبر الناس مشاعر القلق استجابة للمشكلات التي تعترض طريقهم في الحياة، ولكن بعض الأشخاص يُلازمهم هذا القلق كثيرًا، ويصعب السيطرة عليه والتحكم فيه، ويعد هذا القلق مشكلة صحية ونفسية لدى هؤلاء الأشخاص.
وللقلق إيجابيات وسلبيات، أولًا: “إيجابيات القلق”: المخ البشري شديد الحذر، ويمتلك كثيرًا من الأنظمة التي تُبقينا على دراية بالتهديدات والأخطار التي سوف تحدث مستقبلًا، ويطلق العلماء عليها نظام اكتشاف التهديدات، وعادة ما يكون الشعور بالقلق أو التوتر أمرًا جيدًا، لأنه يحافظ على سلامتنا من خلال منع إصابتنا بالأذى، ويبقينا على قيد الحياة، ويجعلنا أكثر تركيزًا، وأقل قدرة على تشتيت الانتباه. ثانيًا: “سلبيات القلق”: نظام اكتشاف التهديدات حساس جدًّا، ومن ثم يجعلنا في حالة يقظة مستمرة، وفي حالة تأهب دائمة تجاه المخاطر التي تستمر فترات طويلة، وفي هذه الحالة يكون الشعور بالقلق أو التوتر أمرًا غير جيد لمن يشعر به، لأنه يؤثر بطريقة سلبية في صحته النفسية ويسبب له اضطراب القلق، فمن الصعب أن يكون الإنسان مشدودًا في تعامله مع قضية تمتد لمدة طويلة.
والرُّهاب من اضطرابات القلق المنتشرة والشائعة في المجتمع، وتشير الإحصاءات إلى أن واحدًا من كل عشرين شخص في العالم يعانون منه، وتوجد أنواع عديدة للرُّهاب، منها: أولًا: “الرُّهاب المحدد”: يحدث نتيجة قلق شديد يُلازمه كثير من الأعراض الجسدية مثل ضيق التنفس، والارتجاف، والغثيان، والخوف الشديد. ثانيًا: “الرُّهاب الظرفي”: يحدث بسبب مواقف أو ظروف معينة، وأشهرها الخوف من الوجود في الأماكن المغلقة. ثالثًا: “رُهاب الدم”: إذ يتمثل في الخوف من أشياء عديدة كالإصابة، ورؤية الدم، والحقن. رابعًا: “رُهاب مركب”: وينقسم نوعين، النوع الأول: “الرُّهاب الاجتماعي”: وهو الأكثر انتشارًا، ويتمثل في تكوين العلاقات الاجتماعية، وكيفية الحفاظ عليها، والرغبة في العمل من خلال التعاون في مجموعات كبيرة. والنوع الثاني: “رُهاب الخلاء”: يحدث بسبب خوف الإنسان من موقف أو بيئة معينه غير آمنة، حينئذٍ يكون غير قادر على الهروب من مواجهتها، والمصاب به يوجد بشكل دائم في المكان الآمن له، وهو المنزل.
وتوجد طرائق عديدة لمعالجة القلق، وهي استخدام أدوية مضادة للقلق، ومن أشهرها “البنزوديازيبينات | Benzodiazepines”: وهي مجموعة مختلفة من الأدوية مثل الديازيبام المشهورة باسم الفاليوم، وتنتج هذه الأدوية مهدئًا شديد التأثير يسيطر ويُهدئ أعصاب الشخص المصاب بالقلق، وتكون فعالة جدًّا مع كل أنواع القلق، وأيضًا المواد الأفيونية التي تُسكن الآلام، وتعطي مزيجًا من الراحة والاسترخاء التام الذي يُسيطر على القلق.
الفكرة من كتاب فهم الأمراض النفسية منطقيًّا! لماذا تتدهور صحتنا النفسية؟ وكيف يمكننا فهم ذلك؟
يتحدث الكاتب عن الصحة النفسية والعقلية، ويحاول استكشاف ما يخبرنا به العلم الآن عنهما، فيوضح اضطرابات المزاج، وبنية المخ وطريقة عمله، وتأثير مشكلات الصحة النفسية والعقلية فيه، واستعرض ثلاثة من أهم مشكلات الصحة النفسية والعقلية، وهي: الاكتئاب والقلق والإدمان، وبيّن أنواعها وأسبابها وأعراضها وكيفية تشخيصها، وتأثيرها السلبي في حياة الأشخاص المصابين بها.
مؤلف كتاب فهم الأمراض النفسية منطقيًّا! لماذا تتدهور صحتنا النفسية؟ وكيف يمكننا فهم ذلك؟
دين برنيت: هو دكتور متخصص في علم الأعصاب، وكاتب ومدون لعديد من المقالات والأعمال الأخرى التي تدور حول خصائص المخ البشري، عمل مدرسًا أساسيًّا ومحاضرًا في برنامج الماجستير للطب النفسي بجامعة كارديف في العاصمة الويلزية لسنوات عديدة، أنشأ عموده العلمي الساخر في صحيفة الجاردين الذي استمر من عام 2012م إلى 2018م. ومن مؤلفاته:
المخ الأبله.
المخ السعيد.
لماذا يقودك أبواك للجنون؟
معلومات عن المترجم:
عيسى عبد الله: هو كاتب ومترجم، درس علم النفس الأكاديمي لسبع سنوات. ومن ترجماته:
المخ الأبله.