الصحة النفسية والعقلية
الصحة النفسية والعقلية
الصحة النفسية والعقلية هي الحالة التي تشمل جودة عقل الإنسان وقدرته وفاعليته، وكذلك جودة روح الإنسان، وقد تعارف الناس على أن الشخص الذي لا يعاني أي أمراض عضوية يتمتع بصحة جسدية جيدة، ومن ثم إذا تضرر عضو واحد في الجسم يقال إن الشخص يعاني حالة صحية سيئة، وبالمثل تتكون عقولنا من أفكار وعقائد وغرائز ومشاعر وذكريات، وغير ذلك، ومن ثمَّ فأي خلل في تفاعلها معًا يوصف الإنسان بسببه أنه مريض نفسي أو عقلي.
وهناك أوجه تشابه واختلاف بين مشكلات الصحة النفسية والعقلية ومشكلات الصحة الجسدية، أولًا: “أوجه التشابه بينهما”: تظهر المشكلات النفسية والجسدية على هيئة مجموعة من الأنماط المتنوعة لأبعد الحدود، إذ يمكن أن تكون نتيجة لحادثة صادمة فجائية واحدة، أو تظهر تدريجيًّا دون أي سبب واضح، ويمكن أن تكون المشكلتان مزمنتين أو عابرتين، وتتأرجح حدتهما بين خفيفة نسبيًّا إلى إعاقة تامة، وأعراضهما تظهر وتختفي أو تستمر خلال اليوم، ويمكن السيطرة عليهما أو التخفيف من حدتهما من خلال الأدوية المنتظمة أو التدخلات العلاجية الأخرى.
ثانيًا: “أوجه الاختلاف”: المشكلة النفسية لا تخضع للقواعد نفسها التي تخضع لها المشكلة الجسدية، فعندما يعاني شخص مشكلةً جسدية، يميل إلى البقاء على طبيعته خلال تعامله مع الآخرين، ولكن عندما يعاني مشكلة نفسية فإن ذلك يؤثر بطريقة سلبية في سلوكه وتفاعله مع الآخرين. وتكون أعراض الأمراض الجسدية واضحة مثل الفيروس أو الورم، كل هذا يمكن اكتشافه أو مراقبته، بينما المشكلات النفسية تكون غير واضحة، إذ قد يعاني شخص مشكلة في صحته النفسية ويجعلها تمر دون أن يلاحظها أحد لفترة طويلة، ويمكن تحديد المرض الجسدي عن طريق المعايير الجسدية الثابتة، بينما تقاس مشكلات الصحة النفسية بالمعايير النفسية كالتفكير والعقائد، وهي أمور غير ثابتة.
حسب التعريف عند وصف شيء ما بأنه مرض، فهو حسب مفهوم الصحة النفسية شيء به خلل ويحتاج إلى إصلاح، ومن ثمَّ عندما نصف شخصًا بأنه مريض نفسي أو عقلي قد يحدث سوء تفاهم نتيجة تقديم افتراضات خيالية وضارة، إذ يمكن أن يكون الخلل في المجتمع وليس في الشخص نفسه، لأن العادات والتقاليد التي نقيس عليها الناس متغيرة من مكان إلى آخر، ومن ثم يثور سؤال هام: مَن له الحق في تحديد ما إذا كان شخص ما سليمًا نفسيًّا أم لا؟ قد تقول: الأطباء النفسيون، لكن في الحقيقة توجد علاقة مركبة بين العلوم الطبية والصحة النفسية، لذلك لا بد أن يكون الطبيب النفسي في الوقت نفسه طبيبًا بشريًّا، لأنه سوف يحتاج إلى وصف الأدوية إلى جانب تقديم الدعم النفسي.
الفكرة من كتاب فهم الأمراض النفسية منطقيًّا! لماذا تتدهور صحتنا النفسية؟ وكيف يمكننا فهم ذلك؟
يتحدث الكاتب عن الصحة النفسية والعقلية، ويحاول استكشاف ما يخبرنا به العلم الآن عنهما، فيوضح اضطرابات المزاج، وبنية المخ وطريقة عمله، وتأثير مشكلات الصحة النفسية والعقلية فيه، واستعرض ثلاثة من أهم مشكلات الصحة النفسية والعقلية، وهي: الاكتئاب والقلق والإدمان، وبيّن أنواعها وأسبابها وأعراضها وكيفية تشخيصها، وتأثيرها السلبي في حياة الأشخاص المصابين بها.
مؤلف كتاب فهم الأمراض النفسية منطقيًّا! لماذا تتدهور صحتنا النفسية؟ وكيف يمكننا فهم ذلك؟
دين برنيت: هو دكتور متخصص في علم الأعصاب، وكاتب ومدون لعديد من المقالات والأعمال الأخرى التي تدور حول خصائص المخ البشري، عمل مدرسًا أساسيًّا ومحاضرًا في برنامج الماجستير للطب النفسي بجامعة كارديف في العاصمة الويلزية لسنوات عديدة، أنشأ عموده العلمي الساخر في صحيفة الجاردين الذي استمر من عام 2012م إلى 2018م. ومن مؤلفاته:
المخ الأبله.
المخ السعيد.
لماذا يقودك أبواك للجنون؟
معلومات عن المترجم:
عيسى عبد الله: هو كاتب ومترجم، درس علم النفس الأكاديمي لسبع سنوات. ومن ترجماته:
المخ الأبله.