كيف يتحقَّق الرضا الوظيفي؟
كيف يتحقَّق الرضا الوظيفي؟
الرضا الوظيفي هو شعور الموظف الإيجابي تجاه الوظيفة، نتيجة تحقيق احتياجاته ورغباته، وتتحدد درجة الرضا الوظيفي بناءً على مقارنة الفرد بين ما يتوقع الحصول عليه من وظيفته وبين ما يحصل عليه فعلًا، وينقسم الرضا الوظيفي من حيث شموليته إلى الرضا الوظيفي الداخلي والخارجي والكلي، فالرضا الوظيفي الداخلي يكون مرتبطًا بالجوانب الذاتية للموظف كالشعور بالتمكن والإنجاز، والرضا الوظيفي الخارجي يتعلق ببيئة ونمط العمل، بينما يشمل الرضا الوظيفي الكلي العام الرضا الوظيفي تجاه الأبعاد الداخليَّة والخارجيَّة، أما من حيث الزمن فينقسم إلى الرضا الوظيفي المتوقع الذي يتحقَّق إذا تناسب ما يبذله الموظف من جهد مع هدف المهمة، والرضا الوظيفي الفعلي الذي يتحقق إذا أنجز المهمة. والرضا الوظيفي بشكل عام مسألة ذاتية مرتبطة بالمشاعر وتنعكس على السلوك، وتختلف من شخص إلى آخر، ولا يعني رضا الموظف عن عنصر من العناصر المؤثرة رضاه عن العناصر الأخرى.
ويتحقَّق الرضا الوظيفي من خلال عِدَّة طرق، منها: تطوير بيئة العمل وتوفير بيئة وديَّة ليعمَّ الاحترام بين الموظفين، كذلك الاهتمام بجودة الحياة خصوصًا الرعايَّة الصحيَّة والاجتماعيَّة، وتقليل الأعباء والإجهاد، وتوفير فرص للتقدم والترقية، وتقديم المكافآت الماليَّة والمعنويَّة كنوع من أنواع التحفيز. وفي حال عدم الاكتراث لتحقيق الرضا الوظيفي وإجهاد الموظفين إلى حد ظهور استجابات جسديَّة وعاطفيَّة ضارة، وذلك بسبب عدم تطابق متطلبات العمل مع قدراتهم واحتياجاتهم، تتفشى ظاهرة تُسمى بالاحتراق الوظيفي، وهي حالة من الضغط العصبي المرتبط بالعمل، نشأت بسبعينيات القرن الماضي، وأدرجتها منظمة الصحة العالمية في عام 2019 ضمن التصنيف الدولي للأمراض، وأوضحت أنها ظاهرة مهنيَّة وليست حالة طبيَّة، وتُنفِق الولايات المتحدة الأمريكيَّة على علاج هذه الظاهرة ما يُقارب ثمانية بالمئة من نفقات الرعاية الصحيَّة الأوليَّة، إذ يتسبب الاحتراق الوظيفي في مئة وعشرين ألف حالة وفاة سنويَّا، وإصابة ستمئة وخمسة عشر مليون حالة بالقلق والاكتئاب على مستوى العالم.
الفكرة من كتاب عزيزي الموظف لا تكن كبشًا للوظيفة: رحلة الموظف أفندي منذ فجر التاريخ إلى العصر الحديث
هل تُجبر نفسك على الذهاب إلى العمل وتجد صعوبة في بدء مهامك؟ هل أصبحت شخصًا انتقاديًّا في العمل، نافد الصبر مع الزملاء والعملاء؟ وهل صِرت تواجه صعوبة في التركيز وتُعاني من شكاوى جسديَّة غير مُبررة كالصداع واضطرابات المعدة؟ وهل تفتقر إلى الطاقة اللازمة لتظل مُنتجًا وتشعر بخيبة أمل تجاه وظيفتك؟
عزيزي.. إذا كانت الإجابة بنعم، فمن المحتمل أنك أصبحت مُحترقًا وظيفيًّا، وهذا الكتاب مُعد خصيصى لك، سيأخذك هذا الكتاب في رحلة لتتعرف على تاريخ الموظف منذ فجر التاريخ، وعلى مصطلح الرضا الوظيفي وأنواعه، ثُم ستنتقل إلى مصطلح مُضاد وهو الاحتراق الوظيفي، ستتعرف أعراضه وأسبابه وفي نهاية المطاف ستحصل على نصائح ذهبيَّة للتصدي له.
مؤلف كتاب عزيزي الموظف لا تكن كبشًا للوظيفة: رحلة الموظف أفندي منذ فجر التاريخ إلى العصر الحديث
د. محمد صابر عواجه: كاتب ومؤلف عربي، صدر له هذا الكتاب عن دار نشر العليا / الرسم بالكلمات للنشر والتوزيع.