مشروع التخرج
مشروع التخرج
في أثناء دراستها بالجامعة واجهت هيلين كيلر رفضًا وتخوفًا من زملائها، لعدم ثقتهم بالعمل مع فتاة صماء كفيفة، وقد تفهمت هي تلك العقبة وبدأت بنفسها العمل على مشروع بحثي بشكل منفرد، وقد ساعدها بعض الأصدقاء بالتمويل المادي للمشروع، درست هيلين في أثناء ذلك العمى ومسبِّباته وكل ما يتعلق به بشكل مفصل، وقد التقت في تلك الفترة بشخصية شهيرة في المجتمع الإنجليزي كان قد تحمس لأفكار هيلين، فوالده أيضًا كان كفيفًا فعرض عليها العمل معه في لجنة اتحاد التعليم والصناعات، وبذلك تمكنا من تقديم المساعدة لكثير من المكفوفين، من خلال تعليمهم مهارات تعينهم على حياتهم وتوفر لهم مصادر للدخل، فتعلموا مهارات البيع والتصنيع المنزلي، وبهذا لفتت الانتباه إلى أهمية وجود مؤسسات تدعم وتخدم المكفوفين وتوفر لهم العمل والمال ووسائل التعليم والقراءة المناسبة.
كانت قضية الكتب والقراءة تشغلها بدرجة كبيرة، فهذا الموضوع يلقى إهمالًا كبيرًا كأن المكفوف لا يحتاج إلى القراءة وليس هناك ما يشغله في المجتمع، وكانت ترى نفسها وغيرها من المكفوفين يعانون الإهمال من المؤسسات والهيئات الثقافية الكبرى، ولا يجدون اهتمامًا بتوفير الكتب في شتى العلوم والمعارف بطريقة تناسبهم، لذلك كانت هيلين ممتنة للتقدم الذي أحدثته البشرية في كثير من المجالات وبخاصة في التعليم، فهذا التقدم هو الذي مكّنها وغيْرها من المكفوفين من القراءة والتعلم من خلال طريقة الأحرف البارزة المعروفة بطريقة برايل، فلقد مكنتها القراءة من فهم نفسها وواقعها ومنحتها فرصة التفكير والتخيل والكتابة.
وكانت هيلين ترى نفسها محظوظة بوجود معلمة خاصة لها ساعدتها على تجاوز الكثير، أما غيرها من المكفوفين في العالم فمن الصعب أن تتوافر لهم مثل فرصتها، لهذا أخذت على عاتقها تعريف المجتمع بقضية المكفوفين وعقبة التعليم والقراءة التي يواجهونها، ودرست الأمر بشكل منهجي حول إمكانية تطبيق أفكارها، وما الاستراتيجيات اللازمة لتنفيذه، وفنّدت الحاجات الأساسية المختلفة للشخص المكفوف أو المعاق بشكل عام، غير ما كان يحصل عليه من المجتمع من شفقة وتعاطف لا فائدة حقيقية من ورائه، وتابعت بنفسها حالات مختلفة لأشخاص ذوي إعاقات وعملت على تقديم الاقتراحات إليهم، وساعدها ذلك على تطوير مشروعها البحثي بشكل واضح.
الفكرة من كتاب كيف بمقدوري مساعدة العالم؟
قد نفكر ونتساءل عما مكّن هيلين كيلر من تجاوز الصعوبات والتحديات التي واجهتها، وكيف أصبحت امرأة لها ذلك التأثير العالمي طوال تلك السنوات، ومن أين جاءت بهذه القوة التي منحتها صبرًا وسلامًا داخليًّا وتفاؤلًا جعلها ملهمة للملايين حول العالم، ولمعرفة الإجابات عن هذه الاسئلة يجب أن نعرف رحلة هيلين ومصادر إلهامها، التي جعلت منها تلك الملهمة التي كانت عليها وكيف أصبحت شخصية عامة، ينتظر الجمهور محاضراتها وكتبها ومقالاتها.
مؤلف كتاب كيف بمقدوري مساعدة العالم؟
هيلين كيلر: أديبة أمريكية ومحاضرة وناشطة، أصيبت في صغرها بمرض السحايا الذي أفقدها السمع والبصر، نشطت في دعم الحريات والعمل المدني والإصلاحي، وفي عام 1934 مُنِحَت جائزة ليندون جونسون (وسام الحرية الرئاسي).
ومن مؤلفاتها المنشورة:
لو أبصرت ثلاثة أيام.
العالم الذي أحيا فيه.
قصة حياتي.
معلومات عن المترجمة:
أميرة الوصيف: كاتبة ومترجمة مصرية، من أعمالها:
هؤلاء لا يأكلون الشوكولاتة.
السيدة سوزان وأخواتها.