التفاؤل
التفاؤل
كانت هيلين تتساءل باستمرار عن التأثير الذي تفعله البيئة المحيطة في سلوكنا، وعن إمكانية التفاؤل برغم ما نتعرض له من ظروف، وأيضًا ما إذا كان الذي نريد تحقيقه من مهام وما علينا من التزامات مناسبًا لما مُنِحنا من قدرات وهبات، وكان ما توصلت إليه هيلين بعد كثير من التأمل هو أن بمقدور جميع الناس أن يتفاءلوا انطلاقًا من الرغبة في السعادة وهي رغبة كامنة داخلنا جميعًا، وهذه السعادة مختلفة الصور والأنواع باختلاف الناس الذين يسعون إليها.
وبالنظر إلى السياق العام لأنواع السعادة التي يبحث عنها الكثيرون، من جمع الثروات وتحقيق السلطة والإسهام في الفن والآداب، نجد أغلبها سعادة مرتبطة بالمتع الحسية وهذا ما يتوقع معه أن تكون امرأة بظروف هيلين كيلر منزوية تبكي نفسها وسعادتها، لكنها تمكنت من أن تحيا بسعادة بالغة وإيمان عميق وأرادت مشاركة تجربتها في الوصول إلى التفاؤل مع الجميع، كان إيمانها بأهمية التفاؤل نابعًا من وجودها السابق في نقطة مظلمة من اليأس، جعلتها تدرك استحالة العيش مع هذا اليأس القاتل
جعل التفاؤل هيلين تتوقف عن النظر إلى الماضي وأصبحت مشغولة أكثر بالتفكير في المستقبل، وكانت هذه العملية بطيئة واستغرقت وقتًا طويلًا، فتعلمت بهدوء كيف تستخدم عقلها في الفهم والتفكير والتأمل، وأكدت هيلين أن التفاؤل ليس منطقًا عبثيًّا يعتنقه المرء لنسيان مشكلاته، بل هو منهج جاد هدفه مساعدته في التغلب على معاناته، ومن خلال تلك النظرة التفاؤلية كانت هيلين تتأمل تاريخ المجتمع الإنساني وكيف تعلم الإنسان تطبيق العدالة من خلال رحلة المعاناة، وعندما نقارن بين إنسان الماضي بأفكاره وأنماط حياته، وإنسان الحاضر
سنلاحظ أن الصفة المكتسبة بمرور الزمن هي التفاؤل، فنرى ارتفاع الوعي العام والاهتمام بالأعمال الخيرية ومساعدة الآخرين دولًا وأفرادًا، وأصبح الإنسان أكثر بحثًا عن قيم العدل والمساواة والحرية، وكل ما يهدف إليه برحلة بحثه تلك هو إيجاد السعادة، ومن خلال عقلية التفاؤل تمكنت من التفكير في طرائق للتخلص من شرور العالم بدلًا من إنكارها واليأس من زوالها بعقلية التشاؤم، فالمتفائل يصل في النهاية إلى حلول فعالة وأجوبة واضحة.
الفكرة من كتاب كيف بمقدوري مساعدة العالم؟
قد نفكر ونتساءل عما مكّن هيلين كيلر من تجاوز الصعوبات والتحديات التي واجهتها، وكيف أصبحت امرأة لها ذلك التأثير العالمي طوال تلك السنوات، ومن أين جاءت بهذه القوة التي منحتها صبرًا وسلامًا داخليًّا وتفاؤلًا جعلها ملهمة للملايين حول العالم، ولمعرفة الإجابات عن هذه الاسئلة يجب أن نعرف رحلة هيلين ومصادر إلهامها، التي جعلت منها تلك الملهمة التي كانت عليها وكيف أصبحت شخصية عامة، ينتظر الجمهور محاضراتها وكتبها ومقالاتها.
مؤلف كتاب كيف بمقدوري مساعدة العالم؟
هيلين كيلر: أديبة أمريكية ومحاضرة وناشطة، أصيبت في صغرها بمرض السحايا الذي أفقدها السمع والبصر، نشطت في دعم الحريات والعمل المدني والإصلاحي، وفي عام 1934 مُنِحَت جائزة ليندون جونسون (وسام الحرية الرئاسي).
ومن مؤلفاتها المنشورة:
لو أبصرت ثلاثة أيام.
العالم الذي أحيا فيه.
قصة حياتي.
معلومات عن المترجمة:
أميرة الوصيف: كاتبة ومترجمة مصرية، من أعمالها:
هؤلاء لا يأكلون الشوكولاتة.
السيدة سوزان وأخواتها.