الإدمان
أصبح من المألوف مشهد شخصٍ يستقيظُ لتوّهِ متوجهًا مُباشرةً إلى هاتِفهِ الذكيّ مُتفقدًا الإشعارات والرسائل، والتغيرات التي حدثت في عالمهِ الصغير بين أروِقة منصات التواصل الاجتماعيّ في أثناء ساعاتِ نومِهِ، وماذا عن بقيّة اليوم؟ في الحقيقة لا فرق، الشغف نفسه والشوق نفسه، هذا فعلٌ لا يُنكرهُ أحد على الآخر، بل ورُبّما تكون أنت ذلك الشخص الذي نتحدّث عنه، وهذا في الحقيقة نوعٌ حديث من أنواع الإدمان، والأخبار السارّة تقول إنّ التغلّب على هذا الإدمان مُمكنٌ للغاية، ولكن في حالةِ معرفتكَ لماهيّة الإدمان أولًا.
إنّ الإدمان سعيٌ عقليّ إلى الانخراط التامّ في نشاطٍ ما مؤدٍّ إلى مُكافأة ماديّة ملحوظة بالأعيُن، ومع الوقت تزداد الحاجة إلى مزيد من المحفزات للحصول على مزيد من المُتعة، أو بعبارةٍ أُخرى الدوبامين.
والحقيقة أنّ تصفّح البريد الإلكترونيّ ووسائل التواصل الاجتماعيّ يزيد من إفراز الدوبامين أيضًا في المخ، غير أنّ خطر الإدمان على تصفّح الإنترنت يعدّ الأكبر لسهولة تحصيل الأدواتِ الخاصّة بِه، فالأغلب الآن أصبحوا يمتلكون الهواتف الذكيّة، بعد أن كان اقتناؤها في ما مضى أمرًا مُستغربًا وغير شائع، وهذا ما يُعزز السلوك القهريّ الدافع إلى التصفّحِ المستمر وقضاء مزيد من الوقت أمام الهاتف، ولا تعدّ الهواتف الذكيّة وحدها مصدرًا للإدمان، بل وأجهزة التابلت كذلك التي انتشرت بكثرة في الآونة الأخيرة، وأجهزة الحاسوب، والتوافر المُستمر لشبكة الإنترنت، وقد أثبتت الإحصاءات تضاعف الوقت الذي يقضيه الناس على شبكة الإنترنت في خمسة أعوامٍ فقط، وكذلك ألعاب الفيديو،
ووسائل التواصل الاجتماعيّ سبب مُستقلٌّ بِذاته، وأيضًا إدمان المنصّات الإخباريّة، وتصفّح البريد الإلكترونيّ، والمدونات والمُنتديات، ويوتيوب الذي يوفّر الفيديوهات القصيرة التي تخدعُك بقصر مُدتها ثم ما تلبث أن تجد نفسك قضيت ساعاتٍ أمامها، بالإضافة إلى سهولة مُشاركة المقاطع مع الأصدقاء مما يزيد من أعداد المُدمنين، وقد كشفت الإحصاءات أن بثّ المحتوى الجديد على يوتيوب وصل إلى مئة ساعة تُبث كل دقيقة! المشكلة تكمُن في أنّ كُلّ هذهِ الوسائل قد صُنعَت للإفادة العامة وسهولة الاتصال، إلّا أنّها تحولت إلى عُكّاز يستندُ إليهِ المُستخدمون هربًا من الواقع المُمل أو الأليم.
الفكرة من كتاب استرد حياتك من الإنترنت: الدليل الفعال للتغلب النهائي على إدمان التكنولوجيا، واسترجاع التركيز الكامل للذهن
لقد أصبحت الشاشات المُضيئة جُزءًا لا يتجزّأ من حياتنا، هذا الأمر الذي تعدّى المنفعة التي صُنعت من أجلِه، وأودت بالمفاخِر والإنجازات المعرفيّة والاجتماعيّة إلى مهبّ الريح، لقد خلّفت هذه الشاشات وراءها عديدًا من المُدمنين الذين لا يستطيعون الاستيقاظ إلّا وهواتفهم في أيديهم، وأصبحت -بشكلٍ غير واعٍ- مصدرًا رئيسًا للسعادة في حياة أغلب المُستخدمين، هذا الكِتاب دليلٌ علميّ مُعالِج لهذه الأزمة، ولكن قبل مُعالجتها يوضِّحُ -بواقعيّة- السبيل للإحاطة بكلّ جوانب المُشكلة، حتّى يُقرّب الطريق إلى السالكين، عن طريق معرفة العوامِل النفسية المؤدية إلى الإدمان، والإطلاع على الديتوكس التكنولوجي، الذي هو بمنزلة مُخلِّص للعقل من سموم الإنترنت.
مؤلف كتاب استرد حياتك من الإنترنت: الدليل الفعال للتغلب النهائي على إدمان التكنولوجيا، واسترجاع التركيز الكامل للذهن
ديمون زهاريادس: كاتب، ومُدوّن أمريكيّ، يُعدّ من الخُبراء في عالم إدارة الوقت والذّات، وزيادة الإنتاجيّة، ويُقدّم عديدًا من الاستشارات التطويريّة إلى عديد من الشركات العالميّة، لهُ من الكُتب:
فنّ التركيز والإنجاز.
صباحٌ استثنائيّ كلّ يوم.
الأثر المُذهل للعادات البسيطة.
معلومات عن المُترجم:
محمّد الصفتي: كاتب ومُترجِم مصريّ، تخرّج في كليّة الألسن تخصص اللغة الألمانيّة، ثم درس الترجمة الإنجليزيّة بالجامعة الأمريكيّة، لهُ من المؤلّفات:
رواية التطواني.
رواية ما فعلتهُ آسية.