في وجه العاصفة
في وجه العاصفة
لفتت تلك الغزوات والإنجازات المتتالية للأمير عبد العزيز أنظار الدولة العثمانية ومتصرفيها في منطقة الأحساء والرياض، وكان العثمانيون يسعون إلى تثبيت الأوضاع كما هي ودعم ابن الرشيد، لكن عبد العزيز كان يدرك أن القبائل العربية ستتحد مع الأقوى، لذلك سعى في تلك الغزوات إلى لفت أنظارهم وضرب القبائل التي يهاجمها لإظهار ضعف ابن الرشيد لبقية القبائل، وبالفعل ظهر خلال تلك الغزوات سهولة اختراق تلك المناطق ومهاجمتها.
وتعمد الأمير عبد العزيز أن يقصد في غزواته منابع الماء وتجمعات القبائل حتى ينضم إلى جيشه أكبر قدر ممكن من الرجال، وحرص أيضًا على مداومة التواصل مع شيوخ القبائل في الرياض وإطلاعهم على تحركاته ونياته كي يستفزهم لمساعدته، وأدرك أن عليه استمالة المسؤولين العثمانيين في الأحساء كي يتجاهلوا تحركاته، فكان يرسل إليهم بعض الغنائم التي يحوزها في غزواته.
وسمع ابن رشيد بتحركات الأمير عبد العزيز وأدرك خطورة طموحه على ملكه، لكنه كان مشغولًا بمحاولته لغزو الكويت ولم يرغب في تشتيت قواته، فأرسل إلى أمير قطر يحثه على سرعة التحرك لصد الأمير عبد العزيز، كما أرسل إلى الدولة العثمانية يحثها على قطع المؤونة عن عبد العزيز وإبعاده عن الأحساء، ولبت الدولة العثمانية طلب ابن الرشيد، فمنعت عبد العزيز ورجاله من المؤن، ولما رأى الرجال انقلاب الحال على الأمير انفضّوا عنه وعادوا إلى قبائلهم، ولم يبقَ معه سوى الرجال الذين خرجوا برفقته من الكويت وعشرين آخرين ممن انضموا إليه بعد ذلك.
الفكرة من كتاب الطريق إلى الرياض: دراسة تاريخية وجغرافية لأحداث وتحركات الملك عبد العزيز لاسترداد الرياض
مؤسسة دارة الملك عبد العزيز: مؤسسة متخصصة في خدمة تاريخ وجغرافية وآداب وتراث المملكة العربية السعودية والجزيرة العربية والعالم العربي تأسست عام ١٣٩٢هـ/١٩٧٢م
مؤلف كتاب الطريق إلى الرياض: دراسة تاريخية وجغرافية لأحداث وتحركات الملك عبد العزيز لاسترداد الرياض
للمهتمين بسيرة الملك عبد العزيز.
للمهتمين بتاريخ مدينة الرياض.
للباحثين في التاريخ السعودي الحديث.
للمهتمين بتاريخ شبه الجزيرة العربية في القرن العشرين.
للمهتمين بأحداث التوحيد الثالث للمملكة العربية السعودية.