الشركات المتعددة الجنسيات والإرهاب
الشركات المتعددة الجنسيات والإرهاب
تأتي الشركات المتعددة الجنسيات قوة أكثر تأثيرًا في النظام الدولي، حيث نمت هذه الشركات سريعًا في أثناء الانتعاش الاقتصادي الذي جاء بعد الحرب العالمية الثانية، وتختار هذه الشركات موقع عملياتها وفقًا للربح والخسارة وبالتالي تحظى بأفضل الخبرات التجارية والتقنية المتاحة وبإنتاج ذي رأس مال مرتفع، وكثيرًا ما يُجلَب الموظفون من الخارج ويتهرَّبون من ضرائب الدول المضيفة لهم، وعلى الرغم من ذلك فلا تمتلك هذه الشركات سيادة مطلقة، حيث تتمتع الدول، كل الدول، بسيطرة مطلقة على أراضيها وحدودها وبإمكانها الحجز على أصول الشركة، وتفرض عليها غرامات بزعم انتهاك القوانين.
وتكون حرب العصابات هي السلاح الطبيعي للطرف الأضعف استراتيجيًّا، فبدلًا من المخاطرة بإبادة القوات في معركة مكتملة الأركان أمام خصوم أفضل تسليحًا وأكثر عددًا، يقومون بما يُسمي حرب البراغيث؛ يختار فيها الطرف الأضعف الزمان والمكان والأساليب، ويُستخدم عنصر المفاجأة، وكل ذلك قد لا يكون وسيلة كافية لإحراز النصر عندما يكون الطرف الآخر مستعدًّا وقويًّا، ولم تخلِّص التطورات الحديثة في التكنولوجيا العسكرية العالم من حرب العصابات، حيث تظهر واضحة في حركات إزعاج الحكومة وتعطيل الاقتصاد والجماعات والشبكات الإرهابية.
ويُستخدم الإرهاب لبثِّ حالة من الخوف وتحقيق غايات سياسية، ويمكن استخدامه من قبل الأقليات اليائسة والضعيفة، أو من قبل الدولة كأداة من أدوات السياسة الداخلية والخارجية، والنتيجة على كل حال واحدة وهي موت مدنيين أبرياء وأحيانًا أجانب لا يعلمون شيئًا عن تلك الخصومات السياسية، وتتمثَّل وسائل هجومهم في القنابل التفجيرية، والاغتيال بالرصاص واحتجاز الرهائن واختطاف الطائرات، ولا يستبعد استخدام أسلحة نووية أو جرثومية.
وعلى الرغم من النمو السريع في حوادث الإرهاب الحديث، فقد فشل ذلك النهج عمومًا في تحقيق أهدافه الاستراتيجية، وكانت الحالات الوحيدة الواضحة هي طرد الحكمين الاستعماريين البريطاني والفرنسي من فلسطين وقبرص وعدن والجزائر، ويأتي تفسير استمرار هذا النهج بسبب رغبة البعض في التعبير المادي عن الكراهية والانتقام وقلة تكلفة هذا النهج وسهولة تنظيمه واحتوائه على قدر ضئيل من المخاطرة.
الفكرة من كتاب العلاقات الدولية.. مقدمة قصيرة جدًّا
مع اتساع مفهوم العلاقات الدولية يتم اقترانه في جامعات كثيرة بمنهج العلوم السياسية، وقد يُعدُّ هذا نوعًا من الاحتكار على مادة العلاقات الدولية، فالدارس الجاد للعلاقات الدولية يجب أن يكتسب بعض المعرفة بالتاريخ والقانون والاقتصاد الدوليين، وأيضًا السياسة الخارجية والدولية، ومن هنا يتطرق الكاتب إلى مجموعة متنوعة من القضايا المحورية لفهم العلاقات الدولية؛ بَدءًا من السياسة ومرورًا بالقضايا المتعلقة بالسلاح والإرهاب، وتأثير المنظمات الكبرى والحركات الدينية والعرقية في أنحاء العالم.
مؤلف كتاب العلاقات الدولية.. مقدمة قصيرة جدًّا
بول ويلكينسون Paul Wilkinson: أستاذ العلاقات الدولية ورئيس المجلس الاستشاري لمركز دراسة الإرهاب والعنف السياسي بجامعة سانت أندروز، ومن مؤلفاته: “الحركة الاجتماعية” (١٩٧١م)، و”الإرهاب السياسي” (١٩٧٤م)، و”الإرهاب والدولة الليبرالية” (١٩٨٦م).