أمل في الغربة
أمل في الغربة
انتهت الدولة السعودية الثانية سنة 1309م على يد الأمير محمد بن عبد الله بن رشيد أمير جبل شمَّر بعد صراع نشب بينه وبين إمامها، وكان من نتائج ذلك الصراع أن انتصر الأمير ابن رشيد على الإمام عبد الرحمن بن فيصل في معركة مليداء سنة 1308هـ، ما دفع الأخير إلى اللجوء وأسرته إلى الكويت.
وكان حاكم الكويت -إذ ذاك- مبارك بن صباح في صراع هو الآخر مع آل رشيد، خصوصًا بعد وصول عبد العزيز بن رشيد إلى دفة الحكم في نجد، واشتدت حدة التوتر بينهما حتى وصلت إلى مواجهة عسكرية.
خرج ابن صباح سنة 1318هـ بجيش عرمرم، ضم عبد الرحمن بن فيصل وابنيه عبد العزيز ومحمد وفئات من عدة قبائل لمهاجمة عبد العزيز بن رشيد، فانفصل عبد العزيز بن عبد الرحمن بقوة من الجيش وتوجه نحو الرياض فدخلها دون صعوبة، أما باقي الجيش فتوجه نحو القصيم واشتبك مع قوات ابن رشيد في منطقة الصَّريف، لكنه هُزم فانسحب إلى الكويت وبَعث إلى عبد العزيز بن عبد الرحمن أن ينسحب هو الآخر من الرياض.
ورغم ذلك الانتصار الذي لم يكتمل، فإنه شجع الشاب العشريني على الخروج لاستعادة ملك أسلافه من آل سعود، فلم يكد يمر عام حتى خرج على رأس قوة من الكويت إلى الرياض، فدخلها في الخامس من شوال سنة 1319هـ لكنه في تلك المرة لم ينسحب، بل نادى في البلاد أن الحكم لله ثم لعبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، مشكلًا بذلك اللحظات الأولى للدولة السعودية الثالثة.
الفكرة من كتاب تاريخ المملكة العربية السعودية: الجزء الثاني
في السابع عشر من جمادى الأولى سنة 1351هـ سُميت المملكة رسميًّا بالمملكة العربية السعودية، ليرتبط اسمها إلى الأبد باسم مؤسسيها من آل سعود الذين ناصروا دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ولعل أهم ما ميز دولة السعوديين هو ارتباطهم الشديد بالعقيدة والتزامهم بتعاليم الدين الحنيف.
يتحدث الكتاب عن جزء مهم من تاريخ المملكة وهو نشأة الدولة السعودية الثالثة على يد مؤسسها عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود، بداية بدخوله الرياض منتصرًا ثم سعيه إلى توحيد أقطارها من نجد إلى الحجاز إلى جازان، ولا يغفل الكتاب عن ذكر علاقة المملكة الجديدة بالقوى المحيطة بها.
مؤلف كتاب تاريخ المملكة العربية السعودية: الجزء الثاني
عبد الله الصالح العثيمين: مؤرخ سعودي وُلد عام 1355هـ الموافق 1936م في عنيزة بالمملكة العربية السعودية حيث تلقى تعليمه الأولي، وتخرج في قسم التاريخ بجامعة الملك سعود بالرياض، ثم حصل على الدكتوراه من جامعة أدنبرة سنة 1972م، وعمل في جامعة الملك سعود عضوًا في هيئة التدريس بقسم التاريخ، وأمضى شطرًا كبيرًا من حياته في السلك الأكاديمي حتى وافته المنية سنة 1437هـ الموافق 2016م وصلي عليه في مسجد الراجحي.
اهتم -رحمه الله- بالأدب والتاريخ وله فيهما عدة مؤلفات منها:
عودة الغائب.
نشأة إمارة آل رشيد.
دمشق وقصائد أخرى.
الشيخ محمد بن عبد الوهاب: حياته وفكره.