انتهاء الدولة السعودية الأولى
انتهاء الدولة السعودية الأولى
شهدت الجزيرة العربية تصاعدًا في الحركات العسكرية بين الدولة العثمانية وآل سعود، فبدأ العثمانيون استراتيجية لاستعادة السيطرة على الحجاز، إذ عدُّوا خروج الحجاز عن نطاق نفوذهم تهديدًا لهيبتهم في العالم الإسلامي.
وفي هذا السياق، بعثت الدولة العثمانية قواتها بقيادة محمد علي باشا -حاكم مصر- لغزو السعوديين، لكن الغزو لم ينطلق إلا بعد أربع سنوات من إصدار الأمر، وذلك لضرورة الإعداد الجيد للحملة العسكرية، والقضاء على الخصوم داخل مصر أولًا.
وبعد أن اطمأن محمد علي لوضعه الداخلي، بدأ حملته العسكرية بقيادة ابنه طوسون عام 1226 هـ، فاستولت القوات العثمانية على المدن الحجازية بعد مواجهات مع السعوديين، وبعد أن نجح طوسون في استيلائه على المدينة المنورة، توجهت قواته إلى مكة المكرمة، ودخلتها بمساعدة الشريف غالب.
وبعد دخول المدينتين تحت سيطرة الدولة العثمانية، شجعت النجاحات في الحجاز المحاولات لتوسيع نفوذها واستعادة المزيد من الأراضي، فأرسلت القوات العثمانية تعزيزات إلى تُرَبة، لكنها واجهت مقاومة شديدة من السعوديين بقيادة الإمام سعود.
وفي الأحداث التي تلت وفاة الإمام سعود بن عبد العزيز عام 1229 هـ، تأثرت الجبهة السعودية بشكل نسبي، إذ لم يكن ابنه عبد الله يتمتع بقوة أبيه وصرامته في الحكم، وعلى الرغم من ذلك، تمكنت القوات السعودية من تحقيق انتصار كبير ضد قوات محمد علي بعد وفاة الإمام سعود.
وبعدها بفترة، استكمل محمد علي استعداداته لحملة جديدة ضد الدولة السعودية بقيادة ابنه إبراهيم باشا متجهًا إلى الحجاز ومنها إلى الدرعية، التي حاصرها إبراهيم لعدة أشهر.
وفي نهاية المطاف، استولى إبراهيم باشا على الدرعية، واضطر الإمام عبد الله بن سعود إلى التفاوض مع إبراهيم باشا لإنهاء الحرب، ووافق على تسليم نفسه لإبراهيم، وبهذا الاتفاق انتهت الدولة السعودية الأولى.
الفكرة من كتاب تاريخ المملكة العربية السعودية: الجزء الأول
اعتاد الباحثون والمؤرخون الذين يدرسون تاريخ المملكة العربية السعودية تقسيم تاريخها ثلاث فترات رئيسة، تبدأ الأولى بمبايعة الشيخ محمد بن عبد الوهاب للأمير محمد بن سعود في عام 1744م، وتنتهي باستسلام الإمام عبد الله بن سعود لإبراهيم باشا في عام 1818م، وتُعرف هذه الفترة بـ”الدولة السعودية الأولى”.
أما الفترة الثانية فتبدأ مع نجاح الإمام تركي بن عبد الله في طرد جنود الحامية التابعة لمحمد علي من نجد في عام 1824م، وتنتهي بانتصار الأمير محمد بن رشيد على الإمام عبد الرحمن بن فيصل في عام 1891م، وتُعرف هذه الفترة بـ “الدولة السعودية الثانية”. هاتان الفترتان تشكلان محور البحث والدراسة في الجزء الأول من تاريخ المملكة العربية السعودية.
أما الفترة الثالثة، التي تبدأ باستيلاء عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود على الرياض سنة 1902م، وتُعرف بالدولة السعودية الثالثة، فهي محور حديث الجزء الثاني من هذا الكتاب.
مؤلف كتاب تاريخ المملكة العربية السعودية: الجزء الأول
عبد الله الصالح العثيمين: مؤرخ سعودي وُلد عام 1355هـ الموافق 1936م في عنيزة بالمملكة العربية السعودية حيث تلقى تعليمه الأولي، تخرج في قسم التاريخ بجامعة الملك سعود بالرياض، ثم حصل على الدكتوراه من جامعة أدنبرة سنة 1972م، وعمل في جامعة الملك سعود عضوًا في هيئة التدريس بقسم التاريخ، وأمضى شطرًا كبيرًا من حياته في السلك الأكاديمي حتى وافته المنية سنة 1347هـ الموافق 2016م، وصُلي عليه في مسجد الراجحي.
اهتم -رحمه الله- بالأدب والتاريخ وله فيهما عدة مؤلفات منها:
عودة الغائب.
نشأة إمارة آل رشيد.
الشيخ محمد بن عبد الوهاب: حياته وفكره.