الشيخ محمد بن عبد الوهاب ودعوته
الشيخ محمد بن عبد الوهاب ودعوته
ولد الشيخ محمد بن عبد الوهاب في بلدة العُيينة عام 1115هـ، وأظهر اهتمامًا بالتعلم منذ صغره، إذ حفظ القرآن الكريم وبدأ دراسة الفقه الحنبلي قبل بلوغه سن العاشرة.
وبعد تلقي الشيخ محمد بن عبد الوهاب تأهيلًا علميًّا قويًّا، سافر إلى مكة حيث استكمل دراسته الدينية، وبعدها إلى المدينة المنورة حيث درس بجانب علماء بارزين مثل عبد الله بن سيف ومحمد حياة السندي.
وحينما عاد الشيخ من مكة إلى العُيينة، كانت قد تبلورت لديه فكرة الإصلاح الديني، ورغم عدم كفايته العلمية في ذلك الحين، فقد بدأ في نقد بعض المعتقدات والتقاليد التي عدَّها مخالفة للإسلام النقي، ومن هناك سافر إلى البصرة مارًّا بالزبير ثم الأحساء قبل عودته إلى نجد واستقراره في حريملاء.
وبعد وفاة والده سنة 1153 هـ، زاد إنكار الشيخ محمد للمخالفات الدينية، ما أدى إلى انتشار دعوته بشكل أكبر، وممن قَبِل دعوته حينذاك أمير العُيينة عثمان بن معمَّر، وظهرت المعارضة بشكل قوي أيضًا، مما دفعهم إلى التواصل مع الأمراء لوضع حد لهذه الدعوة.
وبعد تمكن المعارضين من إقناع الزعيم عثمان بخطورة الدعوة، أمر الشيخ بترك البلاد، وغادر الشيخ نحو العُيينة، ثم اتجه نحو الدرعية التي كانت تحت حكم محمد بن سعود، والتي وجد الشيخ محمد فيها بيئة ملائمة لدعوته الإصلاحية.
قبل الأمير محمد دعوة الشيخ ووافق على دعمها بشروط معينة، وبعد أن وافق على هذه الشروط، عمل الشيخ محمد بن عبد الوهاب على نشر دعوته، ونجح في جذب أنصار جدد، وحقق نجاحًا في ذلك بانضمام بعض الأمراء من مختلف البلدان، مثل العُيينة وحريملاء ومنفوحة.
الفكرة من كتاب تاريخ المملكة العربية السعودية: الجزء الأول
اعتاد الباحثون والمؤرخون الذين يدرسون تاريخ المملكة العربية السعودية تقسيم تاريخها ثلاث فترات رئيسة، تبدأ الأولى بمبايعة الشيخ محمد بن عبد الوهاب للأمير محمد بن سعود في عام 1744م، وتنتهي باستسلام الإمام عبد الله بن سعود لإبراهيم باشا في عام 1818م، وتُعرف هذه الفترة بـ”الدولة السعودية الأولى”.
أما الفترة الثانية فتبدأ مع نجاح الإمام تركي بن عبد الله في طرد جنود الحامية التابعة لمحمد علي من نجد في عام 1824م، وتنتهي بانتصار الأمير محمد بن رشيد على الإمام عبد الرحمن بن فيصل في عام 1891م، وتُعرف هذه الفترة بـ “الدولة السعودية الثانية”. هاتان الفترتان تشكلان محور البحث والدراسة في الجزء الأول من تاريخ المملكة العربية السعودية.
أما الفترة الثالثة، التي تبدأ باستيلاء عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود على الرياض سنة 1902م، وتُعرف بالدولة السعودية الثالثة، فهي محور حديث الجزء الثاني من هذا الكتاب.
مؤلف كتاب تاريخ المملكة العربية السعودية: الجزء الأول
عبد الله الصالح العثيمين: مؤرخ سعودي وُلد عام 1355هـ الموافق 1936م في عنيزة بالمملكة العربية السعودية حيث تلقى تعليمه الأولي، تخرج في قسم التاريخ بجامعة الملك سعود بالرياض، ثم حصل على الدكتوراه من جامعة أدنبرة سنة 1972م، وعمل في جامعة الملك سعود عضوًا في هيئة التدريس بقسم التاريخ، وأمضى شطرًا كبيرًا من حياته في السلك الأكاديمي حتى وافته المنية سنة 1347هـ الموافق 2016م، وصُلي عليه في مسجد الراجحي.
اهتم -رحمه الله- بالأدب والتاريخ وله فيهما عدة مؤلفات منها:
عودة الغائب.
نشأة إمارة آل رشيد.
الشيخ محمد بن عبد الوهاب: حياته وفكره.