الألم المُفيد
الألم المُفيد
تحكي الدكتورة “آنَا” عن مريض لديها يُدعى “مايكل”، عانى إدمان الكوكايين، لكنه تعافى وعاد إليها كاشفًا عن سره في التعافي الذي تمثل في الاستحمام بالماء البارد، إذ قال إنه بعد الاستحمام كان يتحسّن مزاجه ويشعر بالراحة لمدة ساعات. إن الحديث عن فوائد الماء البارد ليس جديدًا، فمن أيام الإغريق كان يُستخدم الماء البارد في علاج الأمراض، وشاعت الفكرة الآن وأجريت دراسات حولها، واكتشف العلماء أن الغمر في الماء البارد يزيد من تركيزات الدوبامين في الدم.
يُعد اكتشاف “مايكل” غير المقصود مثالًا على كيف أن الضغط على جانب الألم يؤدي إلى المتعة، ويحدث ذلك بواسطة تحفيز آليات هدفها استعادة التوازن في المخ، فبعد الضغط على جانب الألم، تميل كفة الميزان تلقائيًّا ناحية المتعة، ومع التعرض المتقطع للألم، تميل كفة الميزان إلى جانب المتعة، بحيث نصبح أقل عرضة للألم وأكثر قدرة على الشعور بالمتعة. الحقيقة أن الألم والمتعة مرتبطان أكثر مما نتخيل، وإذا كنت تبحث عن أحدهما وحصلت عليه فأنت مُلزم دائمًا بالحصول على الآخر، وما دام الألم هو الثمن الذي ندفعه مقابل المتعة، فلِمَ لا تكون المتعة هي مكافأتنا على الألم؟
لكن أي ألم بالتحديد؟ يُقصد بذلك آلام مُفيدة، مثل: الصيام المتقطع، والبرودة، والرياضة والحركة، وعلى الرغم من أن فكرة السعي وراء الألم تبدو فكرة غريبة، خصوصًا أن طبيعتنا الفطرية تجبرنا على الهرب من الألم، فالحقيقة أننا يجب أن ندعوه إلى حياتنا ونستفيد منه. ومع ذلك يجب التحذير من أن الحالات المتطرفة من البحث عن الألم قد تتسبب في إدمانه، أي إننا إذا استهلكنا كثيرًا من الألم فإننا نخاطر بالاستهلاك المفرط القهري، أما إذا استهلكنا القدر المناسب منه فقد يساعدنا على تقليل الآلام، وربما تحقيق المتعة.
الفكرة من كتاب أمة الدوبامين: العثور على التوازن في عصر الانغماس المفرط
هل شعرت يومًا أنك تطارد المتعة التالية باستمرار، سواء كان ذلك من المخدرات أو وسائل التواصل الاجتماعي أو حتى من التسوق؟ ماذا لو أخبرتك أن أصل هذا الإدمان يكمن في كيمياء دماغك؟
في هذا الكتاب، تحلل الدكتورة “آنَا لِيمبْكِي | Anne Lembke” العلاقة بين المتعة والألم، وتبحث عن العلم وراء رغبتنا النهمة في الدوبامين، ودوره في تطوير الإدمان، وكيف أن عالمنا الحديث يدفعنا دفعًا نحوه، ما يتركنا محاصرين في دائرة من الإدمان واليأس.
لكن لا داعي للقلق، فهذا ليس مجرد كتاب كئيب آخر عن مخاطر الإدمان، وإنما تُقدم الدكتورة استراتيجيات عملية لاستعادة السيطرة على دماغك وحياتك، والتحرر من قبضة الدوبامين وعيش حياة أكثر سعادة وصحة، والأهم، أكثر إرضاءً.
مؤلف كتاب أمة الدوبامين: العثور على التوازن في عصر الانغماس المفرط
آنا ليمبكي: طبيبة نفسية أمريكية، تترأس حاليًّا عيادة للتشخيص المزدوج للإدمان بجامعة “ستانفورد | Stanford”، حصلت على البكالوريوس في العلوم الإنسانية من جامعة “ييل | Yale”، ثم درست الطب في جامعة “ستانفورد | Stanford”.
ومن أعمالها:
Drug Dealer, MD: How Doctors Were Duped, Patients Got Hooked, and Why It’s So Hard to Stop