القوة العظمى للولايات المتحدة
القوة العظمى للولايات المتحدة
أصبحت الولايات المتحدة الأمريكية القوة العظمى الوحيدة في العالم بعد انهيار الاتحاد السوفييتي من الداخل، وتوضِّح إحصاءات الاقتصاد العالمي تمتُّع الولايات المتحدة بأكبر اقتصاد بلا منافس، وحصولها على أكبر قوة شرائية لدى أي دولة، وأيضًا تمتلك أكبر مخزون من الأسلحة النووية والأسلحة الأكثر تقدمًا في العالم، وتستمدُّ قوتها العظمى من النمو الاقتصادي الضخم المستمر وارتفاع مستويات إنفاقها العسكري، حيث يصبح ما يميزها عن غيرها هو سرعة نشر قواتها العسكرية في أي مكان وزمان.
وكان أحد الدروس المستفادة من أزمة السويس عام 1965 أن الدول التي تتحالف مع الولايات المتحدة الأمريكية لديها مزايا ضخمة ومن الضروري عدم التصادم مع واشنطن أبدًا، فعندما تآمر رئيس الوزراء البريطاني أنتوني إيدن مع فرنسا وإسرائيل على غزو مصر لإجبار عبد الناصر على الابتعاد عن قرار تأميم قناة السويس، أثار ذلك رد فعل قويًّا من رئيس الولايات المتحدة حينئذٍ ووزير خارجيته جون دالاس وهدَّدوا بوقف دعم الجنيه الإسترليني، واضطر إيدن إلى تقديم استقالته.
إن الولايات المتحدة دولة مستقلة ذات سيادة، ولا تتوافق مصالحها مع مصالح بريطانيا على الدوام، ولو كان غير ذلك لما رفضت بريطانيا تقديم مساهمات عسكرية للولايات المتحدة بناءً على طلبهم لمساعدتهم في حرب فيتنام، واتضح فيما بعد صواب قرار بريطانيا بسبب ما عانته الولايات المتحدة من خسائر فادحة في الأرواح والثروات والدمار الاقتصادي، وتطلَّب الأمر سنوات لكي تتمكَّن الولايات المتحدة من نزع نفسها من ذلك النزاع الخاسر، وعلى الرغم من ذلك لم يتعلم الأمريكيون من هذا الدرس شيئًا في أثناء شروعهم في غزو العراق، ولم يستعينوا برأي الخبراء والقادة في مجال السياسة الخارجية.
ولكن في غزو العراق تحالف رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ورئيس الولايات المتحدة جورج دبليو بوش، وادعيا بأنهما سليما النوايا، وأخبر توني البرلمان البريطاني أن صدَّام حسين يمتلك أسلحة دمار شامل تشكل تهديدًا على بريطانيا وأمنها القومي، واتضح فيما بعد زيف هذه الأسباب لغزو العراق، ويبدو أن إدارة بوش لم تستطع إخماد التمرد في العراق أو منع سقوطها في كابوس الحرب الأهلية.
الفكرة من كتاب العلاقات الدولية.. مقدمة قصيرة جدًّا
مع اتساع مفهوم العلاقات الدولية يتم اقترانه في جامعات كثيرة بمنهج العلوم السياسية، وقد يُعدُّ هذا نوعًا من الاحتكار على مادة العلاقات الدولية، فالدارس الجاد للعلاقات الدولية يجب أن يكتسب بعض المعرفة بالتاريخ والقانون والاقتصاد الدوليين، وأيضًا السياسة الخارجية والدولية، ومن هنا يتطرق الكاتب إلى مجموعة متنوعة من القضايا المحورية لفهم العلاقات الدولية؛ بَدءًا من السياسة ومرورًا بالقضايا المتعلقة بالسلاح والإرهاب، وتأثير المنظمات الكبرى والحركات الدينية والعرقية في أنحاء العالم.
مؤلف كتاب العلاقات الدولية.. مقدمة قصيرة جدًّا
بول ويلكينسون Paul Wilkinson: أستاذ العلاقات الدولية ورئيس المجلس الاستشاري لمركز دراسة الإرهاب والعنف السياسي بجامعة سانت أندروز، ومن مؤلفاته: “الحركة الاجتماعية” (١٩٧١م)، و”الإرهاب السياسي” (١٩٧٤م)، و”الإرهاب والدولة الليبرالية” (١٩٨٦م).