الإشباع اللحظي والمُؤجل
الإشباع اللحظي والمُؤجل
إذا قمنا بتخييرك بين أخذ تفاحة ناضجة أو عَطبة فأنت بالتأكيد ستقارن بينهما، ثم تختار التفاحة الناضجة، ولكن إذا خيرناك بين تفاحة ناضجة وثمرة كمثرى ناضجة فإن الخيار سيكون أصعب، فأنت في حالة التفاح قمت بمقارنة مباشرة، أما في حالة الكمثرى والتفاح فالمقارنة المباشرة لن تنفع، بل ينبغي لك تصنيفها بناء على مقياس شائع، مثل فوائدها. وهذا الأمر ليس أكاديميًّا بل إن المجتمع يدفعنا إلى القيام بهذا دومًا، وهذا ما يجعلنا نلجأ إلى مقارنة قيمة الأشياء ماديًّا، فهذا مقياس مشترك يسهل من عملية القرار وهو ما يجعلنا لا نقايض أصداف المحار بالفخار.
ولكن ما الخيار المنطقي في حالة النقود؟ هل نقوم باستثمارها وانتظار الفوائد العائدة منها في المستقبل؟ أم ننفقها بمجرد أن تأتينا؟ يقول شكسبير “المرح في الوقت الحالي يحمل في طياته ضحكات حالية، وما سيأتي لا يزال غير مؤكد”، فرؤية شكسبير للأمر تشبه كثيرًا ما نفعله جميعًا عندما نريد اتخاذ قرار يعتمد على الإشباع اللحظي أو المؤجل، فنحن ننظر إلى مقدار المنفعة والجاذبية التي يمنحها لنا هذا الأمر، فنحن نشتري تذاكر اليانصيب بالرغم من أننا نعلم أن احتمال الفوز بالجائزة ضعيف جدًّا، ولكننا لا ننظر إلى الدولار المدفوع في التذكرة، بل نبتغي المليون دولار التي سنحصل عليها في المستقبل.
إذًا فجعل الأشياء أكثر جاذبية، يَحثنا على توجيه اهتمام أكبر نحو المستقبل وتأجيل الرغبات والاحتياجات التي يمكن أن نشبعها من خلال الموارد الحالية، فإذا لم يكن الأمر أو المنفعة المستقبلية جذابة فلن تكون هناك فرصة لها للتنافس مع الإشباع الفوري.
إن لجعل الأمور المستقبلية جذابة جانبًا إيجابيًّا وسلبيًّا ،وخصوصًا في حال استخدامه من قبل أحد غيرنا كشركات التأمين، فالتفكير في التأمين على الحياة بتوفير مصدر دخل لأسرنا لتعويضهم عن خسارتهم أمر إيجابي، ولكن السلبي أننا لا نستفيد من هذا التأمين على الأغلب في حياتنا بل نمنع أنفسنا من متعة حالية حتى ندفع أقساط التأمين.
ففي المجمل إن قراراتنا الشخصية المُتأثرة بالمستقبل لها فترة تأجيل قصيرة بما يكفي لجعل عملية أخذ الأرباح المستقبلية سهلة، إلا أننا نضطر بين الحين والآخر أن نضاهي مكسبًا أو خسارة فورية بشيء بعيد في المستقبل.
الفكرة من كتاب لماذا تعتمد على الحظ؟ فن وعلم اتخاذ القرارات الصائبة
إن الحياة مليئة بالقرارات التي علينا أن نتخذها بداية من القرارات البسيطة، كماذا علينا أن نتناول على الإفطار، إلى أهم القرارات، كاختيار شريك الحياة والمشاركة في الانتخابات وادخار المال أم إنفاقه الآن، كل هذه القرارات تجعلنا نفكر هل حدوث أمر جيد أو سيئ نتيجة لهذا القرار الذي قمنا به يرجع إلى الحظ؟ وهل هناك أساليب يمكن لها أن تحسن من عملية صنع القرار؟
يُجيب الكاتب هارولد عن هذه الأسئلة وأكثر، فكن مستعدًّا لرحلة فكرية تنمي مهاراتك في اتخاذ قرارات أفضل.
مؤلف كتاب لماذا تعتمد على الحظ؟ فن وعلم اتخاذ القرارات الصائبة
هارولد دبليو لويس: هو أستاذ جامعي وفيزيائي سابق بقسم الفيزياء بجامعة كاليفورنيا، كما أنه زميل للجمعية الفيزيائية الأمريكية. انضَمَّ إلى المجلس الاستشاري الأكاديمي التابع لمؤسسة سياسات الاحترار العالمي في أواخر عام 2010م. ومن مؤلفاته:
-Technological Risk
-Picturesque Muscatine, a Booklet Descriptive of the Pearl City
معلومات عن المُترجمين:
نهلة الدربي: تخرَّجت في قسم اللغة الإنجليزية بجامعة القاهرة عام ١٩٩٥م. حصلت على دبلوم الترجمة من جامعة القاهرة عام ٢٠٠٤م. ترجمت العديد من الكتب في مختلف المجالات لشركات ودور نشر عدة منها: كتاب “الهروب” وكتاب “حياتي العزيزة” للكاتب أليس مونرو.
شيماء طه الريدي: تخرَّجت في قسم اللغة الإنجليزية بكلية الألسن، جامعة عين شمس، عامَ ٢٠٠٠م. بدأت العمل في مجال الترجمة منذ عام ٢٠٠٣م بإحدى دُور النشر المصرية الكبرى. ترجَمَت العديد من الكتب منها: “كتيب البروستاتا”، و”لا تقدِّم العرض الأول أبدًا”، و”الصحة والعلاج”.