القرد وآلة الكتابة
القرد وآلة الكتابة
إن عملية صنع القرار تستلزم قدرًا من فهم الاحتمالية، وكلما زاد الفهم كان ذلك أفضل في عملية صنع القرار، والتمرس على هذا ليس بالأمر الصعب.
ففي لعبة الخاطبين اعتمدنا على الاحتمالات لاتخاذ قرار الزواج وإن لم نذكر هذا الأمر في البداية، لأن الأغلب لا يفضل الاحتمالات لارتباطها بعلم الرياضيات، ولكن بما أننا فهمنا هذه اللعبة بسهولة علينا أن نُشير إلى أهمية الاحتمالات في اتخاذ القرار، إذ إنها فعالة للغاية ولا تهدأ مطلقًا، وكلما تفهمنا ذلك قلّ تفاخرنا بالحظ الجيد والشعور بالذنب من الحظ العاثر، فهناك أشياء تحدث من قبيل الصدفة ولا يكون في مقدورنا فعل أي شيء لتغييرها.
ويرد في الكتب الشهيرة التي تتناول الاحتمالية مثال القرد وآلة الكتابة، فإذا تركنا قردًا مع آلة كتابة لفترة طويلة، فإنه من المحتمل أن ينجح في كتابة رائعة من روائع شكسبير، وإن حدث ذلك وإن كان احتمالًا ضعيفًا، فهذا لا يعني أن روح شكسبير تمثلت في القرد أو أنه مثقف، بل معناه أن قوانين الاحتمالية صحيحة، ولا يمكن أن يمنح أي من القرد أو البشر التقدير على ما حدث.
الآن وبعد أن علمنا دور الاحتمالية وأنها ليست شيئًا خاصًّا بعلماء الإحصاء والرياضيات، فلنتعرف على خطوات صنع القرار الجيد..
أولًا: وضع قائمة بالإجراءات والنتائج المحتملة لكل إجراء مطروح لاتخاذ القرار بشأن أحدها (وكلما عبرنا عنها بطريقة واضحة كان هذا أفضل).
ثانيًا: تحديد أثر كل نتيجة محتملة، من حيث جلبها للسعادة أو الحزن بالنسبة إلينا، ففي النهاية نحن صانعو القرار.
ثالثًا: الآن علينا اختيار أفضل الإجراءات تبعًا للقيمة المتوقعة من هذه الاحتمالات.
وهناك مشكلة تواجه الكثير في أثناء اتخاذ القرار وهو أننا نكون في موقف الاختيار بين أمرين، ولكن قد لا تتوافر لنا معلومات كاملة عن نتيجة هذا الاختيار أو قد لا توجد معلومات أصلًا، وهذه المشكلة عرضها الكاتب فرانك آر ستوكتون في قصته القصيرة (السيدة أم النمر؟). والقصة تبدأ بأنه في مملكة كان الملك يُوقع عقوبة على الآثمين بالاختيار بين بابين، خلف أحدهما يقبع نمر سيلتهمك في حال وقع اختيارك على بابه، وخلف الآخر توجد سيدة تتزوج بها مباشرة إذا أحسنت الاختيار، وفي يوم ما دخل رجل وسيم في علاقة عاطفية مع ابنة الملك، فكان عليه أن يخضع لعقوبة المملكة، ولكن هنا قامت الأميرة بالبحث ومعرفة أي البابين يقع خلفه النمر وأيهما السيدة، وفي أثناء العقوبة أشارت إلى حبيبها على أحد البابين.. وانتهت الحكاية هنا! برأيك تبعًا لما قلنا عن عملية اتخاذ القرار، كيف يتصرف هذا الرجل للنجاة بحياته؟
الفكرة من كتاب لماذا تعتمد على الحظ؟ فن وعلم اتخاذ القرارات الصائبة
إن الحياة مليئة بالقرارات التي علينا أن نتخذها بداية من القرارات البسيطة، كماذا علينا أن نتناول على الإفطار، إلى أهم القرارات، كاختيار شريك الحياة والمشاركة في الانتخابات وادخار المال أم إنفاقه الآن، كل هذه القرارات تجعلنا نفكر هل حدوث أمر جيد أو سيئ نتيجة لهذا القرار الذي قمنا به يرجع إلى الحظ؟ وهل هناك أساليب يمكن لها أن تحسن من عملية صنع القرار؟
يُجيب الكاتب هارولد عن هذه الأسئلة وأكثر، فكن مستعدًّا لرحلة فكرية تنمي مهاراتك في اتخاذ قرارات أفضل.
مؤلف كتاب لماذا تعتمد على الحظ؟ فن وعلم اتخاذ القرارات الصائبة
هارولد دبليو لويس: هو أستاذ جامعي وفيزيائي سابق بقسم الفيزياء بجامعة كاليفورنيا، كما أنه زميل للجمعية الفيزيائية الأمريكية. انضَمَّ إلى المجلس الاستشاري الأكاديمي التابع لمؤسسة سياسات الاحترار العالمي في أواخر عام 2010م. ومن مؤلفاته:
-Technological Risk
-Picturesque Muscatine, a Booklet Descriptive of the Pearl City
معلومات عن المُترجمين:
نهلة الدربي: تخرَّجت في قسم اللغة الإنجليزية بجامعة القاهرة عام ١٩٩٥م. حصلت على دبلوم الترجمة من جامعة القاهرة عام ٢٠٠٤م. ترجمت العديد من الكتب في مختلف المجالات لشركات ودور نشر عدة منها: كتاب “الهروب” وكتاب “حياتي العزيزة” للكاتب أليس مونرو.
شيماء طه الريدي: تخرَّجت في قسم اللغة الإنجليزية بكلية الألسن، جامعة عين شمس، عامَ ٢٠٠٠م. بدأت العمل في مجال الترجمة منذ عام ٢٠٠٣م بإحدى دُور النشر المصرية الكبرى. ترجَمَت العديد من الكتب منها: “كتيب البروستاتا”، و”لا تقدِّم العرض الأول أبدًا”، و”الصحة والعلاج”.