لعبة الخاطبين
لعبة الخاطبين
إن الألعاب لم تصمم فقط للترفيه بل هي وسيلة جيدة للبدء في معرفة موضوع ما، دون أن يقع عليك ضرر عند الخسارة فيها، فلعبة “جو” التي نشأت في الصين لخصت أهم أسس استراتيجيات الحرب، وتتم ممارستها دون إحداث أي ضرر سواء للأشخاص أو الأشياء، ومن هذا الُمنطلق سنعتمد الألعاب أداة تدريبية في معرفة أساليب اتخاذ القرارات الجيدة.
ولنبدأ بلعبة تعرفنا كيفية صنع القرارات الفردية، فإن كنتِ امراة فهذا من حظك في هذه اللعبة، أما إن كنت رجلاً فتخيل معنا لبعض الوقت أنك امرأة فاتنة، هذه المرأة تنوي الزواج من أكثر الرجال جاذبية وأمامها 100 رجل تختار منهم، وشروط اللعبة أن جميع هؤلاء الرجال يرغبون بالزواج منها أيضًا، فما عليها سوى الاختيار واتخاذ القرار بعد مقابلة كل شخص على حدة.
قد تشبه هذه اللعبة الاختيار من عدد تفاحات “التفاحة الأفضل” ولكن الأمر ليس بهذه السهولة، فإن كان بإمكان هذه المرأة المقارنة بين التفاحات لاختيار التفاحة الأفضل، فهنا لا يمكنها ذلك، فشروط اللعبة أنه في حال أنها قررت تجاوز أحد الخاطبين فلا يمكنها أن تتزوّجه، ولنفترض أنه تزوج أُخرى أو قام بإلقاء نفسه من حافة جبل، فما الحل الآن؟
نحن أمام مشكلة تسمى “صنع القرار التتابعي” فنحنُ بحاجة إلى اتخاذ قرار بينما ما زلنا في مرحلة جمع المعلومات.
والاختيار العشوائي أو المرشح الأول من المئة ليس أفضل شيء، والأسلوب الأفضل لتحسين طريقة الاختيار للوصول إلى المرشح الأفضل أن تأخذ هذه المرأة أول 10 عينات، ثم تقرر الزواج بالمرشح الذي يُحقق تقييمًا أعلى من أي من هؤلاء العشرة، فالعينات السابقة لاكتساب خبرة، وبما أنه لا مفر من الخسائر فكما أن هناك فرصة لحصولك على المرشح الأنسب من خلال هذه الطريقة، فهناك مجال للعكس. ولذلك يساعد “أسلوب تجنب المخاطرة” على جعلك أكثر موازنة عند وضع شروطك للتقييم، فلا تُصر على رفع مستوى طموحك إلى الأفضل، ولكن حاول تجنب الاختيار من بين أسوئهم.
فالخيار الأفضل هو السراب الذي نلاحقه وقلما نصل إليه، ومعظمنا نتخلى عن هذا التفكير كلما اكتسبنا خبرة ونضجت عقولنا، في ما يعرف بـ”الاستراتيجية الديناميكية”، فإن كان بمقدورك التعبير عما تريده بالفعل فهناك وسيلة مُثلى للوصول إليه، مع مراعاة مبدأ “عدم التأكد” في أغلب الاحتمالات، فقد لا يفوز الأسرع دائمًا، فالفوز في النهاية مجرد احتمالية.
الفكرة من كتاب لماذا تعتمد على الحظ؟ فن وعلم اتخاذ القرارات الصائبة
إن الحياة مليئة بالقرارات التي علينا أن نتخذها بداية من القرارات البسيطة، كماذا علينا أن نتناول على الإفطار، إلى أهم القرارات، كاختيار شريك الحياة والمشاركة في الانتخابات وادخار المال أم إنفاقه الآن، كل هذه القرارات تجعلنا نفكر هل حدوث أمر جيد أو سيئ نتيجة لهذا القرار الذي قمنا به يرجع إلى الحظ؟ وهل هناك أساليب يمكن لها أن تحسن من عملية صنع القرار؟
يُجيب الكاتب هارولد عن هذه الأسئلة وأكثر، فكن مستعدًّا لرحلة فكرية تنمي مهاراتك في اتخاذ قرارات أفضل.
مؤلف كتاب لماذا تعتمد على الحظ؟ فن وعلم اتخاذ القرارات الصائبة
هارولد دبليو لويس: هو أستاذ جامعي وفيزيائي سابق بقسم الفيزياء بجامعة كاليفورنيا، كما أنه زميل للجمعية الفيزيائية الأمريكية. انضَمَّ إلى المجلس الاستشاري الأكاديمي التابع لمؤسسة سياسات الاحترار العالمي في أواخر عام 2010م. ومن مؤلفاته:
-Technological Risk
-Picturesque Muscatine, a Booklet Descriptive of the Pearl City
معلومات عن المُترجمين:
نهلة الدربي: تخرَّجت في قسم اللغة الإنجليزية بجامعة القاهرة عام ١٩٩٥م. حصلت على دبلوم الترجمة من جامعة القاهرة عام ٢٠٠٤م. ترجمت العديد من الكتب في مختلف المجالات لشركات ودور نشر عدة منها: كتاب “الهروب” وكتاب “حياتي العزيزة” للكاتب أليس مونرو.
شيماء طه الريدي: تخرَّجت في قسم اللغة الإنجليزية بكلية الألسن، جامعة عين شمس، عامَ ٢٠٠٠م. بدأت العمل في مجال الترجمة منذ عام ٢٠٠٣م بإحدى دُور النشر المصرية الكبرى. ترجَمَت العديد من الكتب منها: “كتيب البروستاتا”، و”لا تقدِّم العرض الأول أبدًا”، و”الصحة والعلاج”.