لماذا تعتمد على الحظ؟
لماذا تعتمد على الحظ؟
كثيرة هي المواقف التي تجعل الكثير منا يؤمنون بالحظ الجيد إذا كانت نتيجة قراراتهم بشأن أمر ما جيدة، أو بالحظ السيئ إذا ما سارت الأمور عكس ما يَرجون، فإذا قررت الذهاب إلى التنزه في يوم ربيعي رائع وقامت بعض الطيور بمهاجمتك فهذا لا يعني أن قرارك سيئ، فالأمور السيئة تحدث للجميع ولا يمكن أن تنسب هذا الأمر للحظ السيئ حتى ترفع عن نفسك الحرج من أن قرار التنزه كان سيئًا، مع أنه لا يمكن أن تُلام على ما حدث، فهو مفاجأة طرأت ولم تكن على علم بها في أثناء اتخاذ القرار.
اعتبار النتيجة النهائية مقياسًا لجودة قراراتنا أمرٌ خطأ، بل تُعد قراراتنا صائبة طالما قمنا بأفضل ما لدينا بناءً على ما نعرفه في ذلك الوقت، وطالما فكرنا بمنطقية، فما يقع خارج سيطرتنا لا حيلة لنا فيه.
وداخل سياق الحياة هناك العديد من القرارات التي تلوح لنا كلّ صباح ولا تهدأ مطلقًا، وتعامُلنا معها يختلف، فهناك من يمتلكون الجرأة والتهور لتجربة أي شيء، وهؤلاء يقومون باتخاذ القرار دون التفكير فيه، وهم يشبهون بذلك أبطال الروايات المتهورين، ولكن هؤلاء عادة يحميهم المؤلف من عواقب جرأتهم تلك، أما الواقع فهو أقل تسامحًا ولا يحمي أحدًا من قراره المتهور.
وهناك آخرون يعيشون على التردد والخوف من الخطأ فلا يحققون أي شيء يذكر، فهم ماكثون في أماكنهم، كما يشترك مع هذه الفئة هؤلاء الذين لا يتخذون سوى قرارات في غاية التحفظ، متجنبين ارتكاب الأخطاء مهما اقتضى الأمر، وما بين نوعية الأشخاص التي ذكرناها في تعاملهم مع القرارات، هناك عدد هائل من التنوعات والتدرجات.
فصنع القرارات إذًا يحتاج إلى أن نفكر بطريقة عقلانية في العواقب المحتملة، أيًّا كانت الطريقة التي نسلكها في سبيل ذلك، كما علينا أن نكون صادقين مع أنفسنا في تحديد أهمية المكاسب والخسائر المتوقعة، فالهدف من أي قرار هو الإقدام على فعل شيء أو تجنبه أو أدائه بصورة مختلفة. وهنا يمكننا القول إن القرارات التي لا تؤدي إلى أفعال ليست قرارات على الإطلاق، فهذا ما يفسر السهولة التي تُتحذ بها قرارات العام الجديد، أو قرار البدء بحمية غذائية في الغد.
الفكرة من كتاب لماذا تعتمد على الحظ؟ فن وعلم اتخاذ القرارات الصائبة
إن الحياة مليئة بالقرارات التي علينا أن نتخذها بداية من القرارات البسيطة، كماذا علينا أن نتناول على الإفطار، إلى أهم القرارات، كاختيار شريك الحياة والمشاركة في الانتخابات وادخار المال أم إنفاقه الآن، كل هذه القرارات تجعلنا نفكر هل حدوث أمر جيد أو سيئ نتيجة لهذا القرار الذي قمنا به يرجع إلى الحظ؟ وهل هناك أساليب يمكن لها أن تحسن من عملية صنع القرار؟
يُجيب الكاتب هارولد عن هذه الأسئلة وأكثر، فكن مستعدًّا لرحلة فكرية تنمي مهاراتك في اتخاذ قرارات أفضل.
مؤلف كتاب لماذا تعتمد على الحظ؟ فن وعلم اتخاذ القرارات الصائبة
هارولد دبليو لويس: هو أستاذ جامعي وفيزيائي سابق بقسم الفيزياء بجامعة كاليفورنيا، كما أنه زميل للجمعية الفيزيائية الأمريكية. انضَمَّ إلى المجلس الاستشاري الأكاديمي التابع لمؤسسة سياسات الاحترار العالمي في أواخر عام 2010م. ومن مؤلفاته:
-Technological Risk
-Picturesque Muscatine, a Booklet Descriptive of the Pearl City
معلومات عن المُترجمين:
نهلة الدربي: تخرَّجت في قسم اللغة الإنجليزية بجامعة القاهرة عام ١٩٩٥م. حصلت على دبلوم الترجمة من جامعة القاهرة عام ٢٠٠٤م. ترجمت العديد من الكتب في مختلف المجالات لشركات ودور نشر عدة منها: كتاب “الهروب” وكتاب “حياتي العزيزة” للكاتب أليس مونرو.
شيماء طه الريدي: تخرَّجت في قسم اللغة الإنجليزية بكلية الألسن، جامعة عين شمس، عامَ ٢٠٠٠م. بدأت العمل في مجال الترجمة منذ عام ٢٠٠٣م بإحدى دُور النشر المصرية الكبرى. ترجَمَت العديد من الكتب منها: “كتيب البروستاتا”، و”لا تقدِّم العرض الأول أبدًا”، و”الصحة والعلاج”.