الإعلام والتصدي للهوس بالمظهر
الإعلام والتصدي للهوس بالمظهر
“أنتِ جميلة كما أنتِ” سيطرت هذه الجملة لفترة طويلة على العديد من الحملات الدعائية ولوحات الإعلانات الموجودة في الطرق، ووُجهت هذه الجملة وغيرها من الشعارات التي تحمل المعنى نفسه إلى النساء، وكان من المفترض أن تساعدهن هذه الحملات على تخطي ما سببته الثقافة المحيطة من ضرر نفسي، ولكنها انتهت بإيقاع المزيد من الضرر وزيادة حدة المشكلة، وقد يبدو الأمر غريبًا للوهلة الأولى، فكيف لمثل هذه الشعارات اللطيفة الإيجابية أن تسبب أي ضرر؟
على الرغم من عدم جدوى اعتبار هذه الحملات حلًّا ملائمًا وكافيًا لمشكلة هوس الجمال، فإنها ليست سلبية تمامًا، إذ تدل على أن وسائل الإعلام أصبحت مدركة لحجم الضرر الناتج عن هذه الظاهرة، ولكن الوعي الإعلامي ليس كافيًا، وإن كان يساعد بعض النساء المصابات على التعافي فإنه لا يمحو أساس المشكلة، وتكمن مشكلة هذه الحملات في كونها ترتكز على أساس أن النساء والمراهقات سيصدقن هذه العبارات الإيجابية، مُتناسِيَات ما تعرضن له بشكل يومي من صور منمقة لعارضات أزياء وممثلات، كما تعمل هذه الحملات على ربط السعادة بالجمال الشكلي، وتروج للجمال وقبول المظهر على اعتباره نوعًا من القوة أو العلاج السحري، والأهم أنها تجعل النساء يشعرن بأنهن مراقبات، وأن شكلهن يتعرض للتقييم باستمرار، إذ أوضحت الدراسات أن النساء اللاتي تابعن هذه الحملات، اختبرن شعورًا بالخزي وأصبحن أكثر وعيًا تجاه عيوبهن الشكلية، لذا فهل يكمن الحل في إجراء نقاشات واعية مع الفتيات والنساء عن مشكلة المعايير والجمال الشكلي؟
على الرغم من أهمية النقد والتحليل والنقاشات الواعية لمثل هذه المشكلة، فإن الدراسات المجراة على فتيات تعرضن لمثل هذه النقاشات مع عائلاتهن أوضحت أنها زادت وعيهن تجاه عيوبهن، كما أشعرتهن بأهمية الجمال الشكلي، وذلك لأن هذه النقاشات تتطلب مشاهدة الصور وتحليلها، لذا فبشكل غير واعٍ تستقر هذه الصور في مخيلاتنا وتحدث المقارنات رغمًا عنا، إذًا فالحل ليس في حملات موجهة تجاه إبراز الجمال الطبيعي، ولا في النقاشات المتواصلة في كل مكان، ولكنه يكمن في وضع المشكلة في نصابها الصحيح وحجمها الطبيعي، إذ تعمل كل هذه الجهود الموجهة ناحية إثبات المعايير أو رفضها إلى تعزيز ظاهرة أن الجمال شرط لا غنى عنه للقبول، وأنه نوع من القوة، وإن لم تولد به فتقبل ذاتك كنوع من المواساة، أو استخدم مستحضرات التجميل لإبراز جمالك الطبيعي!
الفكرة من كتاب هوس الجمال: كيف يؤذي الهوس الثقافي بالمظهر الفتيات والنساء
في الآونة الأخيرة انتشرت اضطرابات الشهية بشكل مبالغ فيه، بل وتحولت إلى حمية غذائية يمكن لأي مراهقة تبنيها للوصول إلى الوزن المثالي، وتزايد عدد الخاضعات لعمليات التجميل، كما ارتفعت قيمة الاقتصاد القائم على مستحضرات التجميل بشكل مهول، وفاضت منصات التواصل الاجتماعي بالنصائح الضارة للوصول إلى الشكل المثالي.
فما الذي بدأ هذه السلوكيات المتطرفة؟ وهل تحول الجمال إلى سلعة؟ وكيف يمكن للثقافة المحيطة التأثير في منظورنا تجاه الجمال؟ وكيف تؤثر المعايير الشكلية في التقدير الذاتي؟ وما الحل لمواجهة هذه الظاهرة؟ يجيب كتابنا عن هذه الأسئلة وغيرها الكثير.
مؤلف كتاب هوس الجمال: كيف يؤذي الهوس الثقافي بالمظهر الفتيات والنساء
رينيه إنجيلن: أستاذة متميزة في علم النفس في جامعة نورث وسترن، حاصلة على شهادة الدكتوراه في علم النفس العلاجي، كما ظهرت أعمالها في العديد من المجلات الأكاديمية وفي المؤتمرات، وتتم استضافتها بانتظام للمقابلات من قبل صحيفة نيويورك تايمز.
ملحوظة: لا توجد ترجمة عربية لهذا الكتاب.