أصل الاختلافات بين الرجال والنساء
أصل الاختلافات بين الرجال والنساء
إن الاختلاف بين الرجل والمرأة يبدأ منذ الطفولة؛ يوجد ميل فطري يدفع الصِّبية نحو تفضيل السيارات والألعاب العدوانية، ويدفع الفتيات نحو تفضيل الدمى ومستحضرات التجميل، وغالبًا ينجذب الصبية إلى اكتشاف الأشياء وإجراء التجارب، في حين تميل الفتيات إلى اكتشاف مشاعر الآخرين، ويعود تكرار تلك الصفات بين الرجال والنساء إلى الجينات المتوارثة، ففي قديم الزمان وجب على الرجل إجراء التجارب لإشعال النار وصيد الفرائس واستخدم القوة لحماية القبيلة من الأخطار، وتولت المرأة رعاية الأطفال وبناء حياة اجتماعية مع نساء أخريات، وجيل بعد جيل، أصبحت تلك الصفات السلوكية متوارثة وسائدة لحفاظها على النوع من الانقراض، أما الصفات المتنحية فقل ظهورها إلى أن اختفت كليًّا لعدم مناسبتها للبيئة المُحيطة، وذلك الهدف الرئيس للانتقاء الطبيعي | Natural selection، الذي يُنتج أفرادًا أكثر تكييفًا لبيئتهم.
ومع تطور البشرية ظهر ما يُعرف باسم “الانتقاء الجنسي | Sexual selection”، الذي يهدف إلى اختيار صفات تعزز التزاوج على الرغم من عدم تكيفها -في بعض الأحيان- مع البيئة المحيطة ومصلحة الفرد، وتكون مرتبطة بالرغبات لا الاحتياجات، فالرجل ينجذب غريزيًّا إلى الصدر الممتلئ، ومن ثم فالمرأة الحاملة لتلك الصفة تزداد فرصها في التزاوج، في حين أن الدراسات تؤكد أن حجم الثديين عامل غير مؤثر في الإنجاب وإرضاع الجنين، بل تُعد زيادة حجم الثدي سببًا لآلام الرقبة والكتفين، وقد تؤدي إلى اختناق الجنين في أثناء الرضاعة، ويمكن أن يتحول الأمر إلى هاجس لبعض النساء فيلجأن إلى عمليات التجميل ولو على حساب صحتهن، ومع تزايد اختيار النساء صاحبات الثدي الكبير للتزاوج، أصبحت تلك الصفة متوارثة ومن إحدى الأدوات الأساسية لاستمرار النسل.
وقد حرص الإنسان البُدائي على تمرير جيناته إلى أكبر عدد ممكن من الأبناء ليكونوا عونًا له في الصيد ومواجهة المخاطر، وحينها لم تشعر النساء بالغَيْرة إذا أنجب زوجها أبناءً من نساء أخريات، ومع استمرار النسل انتقلت صفة إعجاب الرجل بنساء أخريات غير زوجته ورغبته في أن يتزوجهن، ولكن مع اختلاف نمط المعيشة وتوافر الأمن والطب أصبحت تلك الصفة السلوكية غير نافعة وتُهدد حياة الرجل الزوجية، وبالإضافة إلى الاختلافات النابعة من عوامل وراثية بين الرجال والنساء، توجد اختلافات هرمونية ودماغية قد تكون في بعض الأحيان السبب الرئيس وراء حدوث مشكلات التواصل، لذا من المهم معرفتها للحصول على علاقة أعمق وأكثر سعادة.
الفكرة من كتاب شفرة روميو وجولييت.. أسرار الاختلافات بين الرجالة والستات
إن رحلة الزواج رحلة عظيمة تستلزم اتباع التعقل والصبر أمام المشكلات التي تواجه الزوجين، والتي تنتج غالبًا عن الاختلافات بين طبيعتيهما البيولوجية والسيكولوجية، واليوم تفتقر معظم العلاقات العاطفية إلى أبسط مبادئ التفاهم بين الطرفين، مما يجعلها سببًا للتنغيص والغم، ويصبح دوامها لمدة طويلة أمرًا صعبًا جدًّا، وجميعنا نطمح إلى إقامة علاقات سوية تجعلنا نؤمن بأنفسنا والطرف الآخر، ويُعد هذا الكتاب مُرشدًا للحصول على علاقة زوجية سعيدة مستقرة، إذ يقدم تفسيرات منطقية مبنية على أساس علمي لاختلاف طريقة تفكير وسلوك الرجل والمرأة في العلاقات العاطفية، ويوضح كيفية التواصل الفعَّال بينهما، ما يمنح العلاقة قدرًا أكبر من التفهم والرضا.
مؤلف كتاب شفرة روميو وجولييت.. أسرار الاختلافات بين الرجالة والستات
هشام الجمل: عمل في مجال التنمية البشرية لمدة تقارب الـ20 عامًا، وحصل على شهادة معتمدة في توجيه العلاقات الإنسانية، وهو المؤسس والمدير التنفيذي لشركة Quest، واحدة من أعرق وأهم شركات التدريب في مصر.