أعراض مصاحبة للإدمان
أعراض مصاحبة للإدمان
يُصاحِب الإدمانَ الشعورُ بالذنب الناتج عن الفشل المستمر في أداء الواجبات التي يُكَلَّف بها المدمن، كما يصاحبه أيضًا الشعورُ بعدم الاستحقاق للحب فيكون السلوك الإدماني عقابًا للنفس، ويصاحبه كذلك ضعف تقدير الذات، ويحتل مكانًا في الحلقة المُفْرَغة للإدمان، إذ إن كراهية النفس والإدمان يغذي كل منهما الآخر، وتوجد أيضًا التقلبات المزاجية في صورة نوبات القلق والانزعاج وفقد الرغبة والطاقة، وذلك بسبب الاضطراب الكيميائي في مسارات اللذة وإجهادها بالإدمان.
والمدمن يدفعه تكوينه إلى إدمان شيء تلو الآخر، فيظهر عَرَض الإدمانات الموازية، وغالبًا ما يترافق إدمانه مع سلوك إدماني آخر، كإدمان الطعام والاعتمادية العاطفية، وإدمان المخدرات والجنس، وقد يغطي إدمان ظاهر على آخر كامن، أو يحدث «إدمان متقاطع» فيتجه المدمن في بداية تعافيه من إدمان ما إلى إدمان آخر يُخدر به المشاعر غير المحتملة التي ظهرت بعد غياب التخدير الأول، ويُشير هذا إلى أن الاضطراب لا يرتبط بالمادة أو السلوك بقدر ارتباطه بالبنية النفسية للمدمن.
يعيش المدمن حياة مزدوجة ما بين ظهور في العلن وخفاء عند ممارسة الإدمان، هذا الانقسام يتلوه انفصال في الذات، فيبدأ الكذب والخداع، ويحكم على نفسه بالنفاق فيزداد الشعور بالخزي والذنب، والمدمن كذلك لديه اضطراب في العلاقات، فهو عاجز عن الحب والاستمرار في العلاقات، ويتعرض للفقد وعدم استقرار علاقاته.
وفي الإدمان يواجه المدمن خيارين: التعافي أو الموت، والأفكار الانتحارية من أعراض الإدمان كذلك، وبينهما علاقة سببية، كما توجد أعراض جسمية تُمثِّل المشاعر التي لم يُعَبِّر عنها، أو لم يستطع الإدمان تسكينها، فتظهر في صورة عرض جسمي كاضطراب المعدة وآلام العظام، وتظهر أيضًا المخاوف المرضية وخصوصًا وساوس المرض.
الفكرة من كتاب ممتلئ بالفراغ: تأملات حول التعافي من الإدمانات والسلوكيات القهرية
كيف تنظر إلى المدمن ومعاناته؟ هل تعتقد أن كل ما يحتاج إليه المدمن قليل من الإرادة كي يتخلص من إدمانه وتستقر حياته؟ إن الإدمان أعمق من ذلك، وعلى العكس، ستفاجأ بمعرفة أن البناء النفسي للمدمن يحمل كثيرًا مما يعرفنا على شخصيته ومعاناته، إذًا لنفك شفرة الإدمان.
مؤلف كتاب ممتلئ بالفراغ: تأملات حول التعافي من الإدمانات والسلوكيات القهرية
عماد رشاد عثمان: طبيب نفسي وكاتب، ولد عام ١٩٨٦م، حاصل على بكالوريوس الطب، وباحث ماجستير في أمراض المخ والأعصاب والطب النفسي، مهتم بالفلسفة واللغة والأدب والتحليل النفسي، وجمع بين اهتماماته فحصل على ليسانس اللغة العربية والثقافة الإسلامية من كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، ويقدم سلسلة بعنوان «فَهم التعافي» على منصة اليوتيوب وغيرها من الفيديوهات يُعين فيها المدمنين على خوض الرحلة ويوجههم فيها.
ومن أعماله:
أحببت وغدًا: التعافي من العلاقات المؤذية.
أبي الذي أكره: تأملات حول التعافي من إساءات الأبوين وصدمات النشأة.