كيف؟
بعد الخوضِ في أغلب مجالات البرمجة، وبفرض أنّ القارئ قد قرر المُضيّ قُدمًا في هذه الرحلة، يأتي السؤال الأهمّ، كيف يُحدد أيّ من هذه المجالات هي الأنسب؟ الإجابة ببساطة تكمُن في كلمة “رِفق” وهي اختصار للعوامِل الثلاثة (رغبة وفرصة وقدرة) التي يُمكن القياس على أساسها لتحديد المجال الأنسب، فالرغبة تعني مدى رغبة الفرد في تعلّم المجال، والفُرصة تعني مدى توافر فرصة عمل في هذا المجال حسب ظروف كل شخصٍ ومكان إقامته، ويُمكن تحديد هذا المقياس بدقّة عن طريق منصّات التوظيف العربيّة والعالميّة والمهارات المطلوبة في عروض العمل، وتحديد ما إذا توافرت هذه المهارات أم لا، والقُدرة هي مقياس للقدرات الشخصية التي تُعين على الخوضِ في هذا المجال، وهُناك عديد من المهارات التي تُساعد على تعلّم البرمجة، ويمكن من خلالها معرفة ما إذا كان يُمكن الخوض في غِمار الأكواد أم لا، أولى هذه المهارات هي حُب البرمجة الذي سيُعين على الصبر عليها
ومن ثمّ التطبيق العمليّ، والتعلم من الآخرين مع عدم الاعتماد عليهم واكتساب مهارات التعلم والبحث الذاتيّ، ولا بدّ أيضًا من وجود معرفة جيّدة باللغة الإنجليزيّة، أمّا الشجاعة والفضول فهُما ركيزتا التطوير الدائم، وكذلك يجب على المُبرمج أن يُحسِن إدارة وقتِه، وعليه إتقان مهارة الكتابة على لوحة المفاتيح دون النظر إليها وهي مُهمّة لتوفير كثير من الجُهد والوقت، والسعي إلى تحسين الأدوات المُستخدمة في العمل باستمرار، والاحتفاظ المُستمر بنسخ احتياطيّة من عملك تحسّبًا لأي ضررٍ قد يقعُ على الحاسب الشخصيّ، ومن المهارات المُهمّة كذلك مهارة التسويق والبيع حتى يستطيع المُبرمج الدخول إلى عالم الأعمال، أمّا المهارات التقنيّة التي يجب على المُبرمج أن يتحلّى بها، فأهمّها: الخوارزميّات، والبرمجة الكائنيّة وتراكيب البيانات، وأنماط التصميم البرمجيّة، والبرمجة المُتوازية، والتعامل مع الملفات، واستخدام بيئات التطوير، ومهارة اكتشاف الأخطاء | Debugging، ومهارة اختبار البرمجيّات، ولا يجب توافر هذه المهارات على مستوًى عالٍ من الدقّة، بل إنّ السعي إلى اكتسابِها أمرٌ كافٍ.
الفكرة من كتاب طريقك للبرمجة: ما هي البرمجة؟ ولماذا؟ أين أبدأ؟ ماذا أتعلم؟
هذا الكِتاب طريقٌ عامٌّ مرسوم لكلّ راغبٍ في الالتحاق بركبِ عالم البرمجيّات، وعلى عكس المتوقّع فهذا الكِتاب ليس مكونًا من شروحاتٍ لطريقة كتابة الأكواد البرمجيّة، بل هو بمنزلة خارطة توضيحيّة وتفصيليّة للمُضيّ قُدمًا في مسار التعلّم البرمجيّ، وتعريف بالخطوات الأولى والمُفردات البرمجيّة الشائعة، ولا يهم إن كنت بدأت بتعلّم البرمجة بالفعل أو ما زِلتَ على الضِّفاف حتى تستطيع الاستفادة من هذا الكتاب، والبرمجة في مُجملها سبب وجودها الرئيس هو رفع الكفاءة البشرية بالإضافة إلى تقليل النفقات الماليّة وتوفير الوقت الإنتاجيّ، ومُحاولة الوصول إلى النموذج الأمثل في الجمع بينهم مما يحتاجُ إلى تطوير دائم للأداء والمعرفة، وسنتعرف على البرمجة وماهيتها والكثير عنها في السطور القادمة.
مؤلف كتاب طريقك للبرمجة: ما هي البرمجة؟ ولماذا؟ أين أبدأ؟ ماذا أتعلم؟
أحمد طرطور: مُبرمج مصريّ حصل على شهادة البكالوريوس من جامعة الزقازيق من كليّة التربية الرياضيّة، امتهنَ البرمجة بعد تخرّجهِ في الجامعة وتحويل مسار عملِه من التدريب الرياضيّ، ودرَّس البرمجة في معهد القوات المسلّحة الذي تخرّج فيه، وحصل على دبلوم في الدراسات العليا من الجامعة العربية للعلوم والتكنولوجيا، وقد درَّس عديدًا من الطُّلاب خارج المعهد في عدّة شركات وأكاديميّات محلّية ودوليّة.