الذّكاء
إنّ مُصطلح ذكاء الأعمال ليس حديثًا كما يزعم البعض، وإنما استُخدِم منذ عام 1865م للتعبير عن كيفيّة زيادة الأرباح بناءً على القرارات المُتّخذة من المعلومات المُجمّعة من البيئة المُحيطة، وحاليًّا يُمكن وصف ذكاء الأعمال على أنّه تحويل بيانات الشركة الحالية أو القديمة إلى معلومات يُمكن الاستفادة منها، وتتشابهُ مراحل تطبيق ذكاء الأعمال مع مراحل علم البيانات السابق ذكرها، أولى هذه المراحِل هي معرفة مصادر البيانات ثم تحديد الأسئلة، ثم استخراج البيانات المُناسبة وتهيئتها وتوحيد هيكلها، ثم الانتقال بعدها إلى تحليل البيانات
وعمل التقارير الديناميكيّة التي تهدف إلى تحسين الأداء وصناعة القرار، ويتم الوصول إلى البيانات عن طريق قواعد البيانات، أو الملفات، أو الإنترنت، أمّا الذكاء الاصطناعيّ فهو ببساطة يُشير إلى الأجهزة المُحاكية للبشر، التي تستطيع تحسين أدائها عن طريق المعلومات المُدخلة إليها، والحقيقة أنّ كثيرًا من الجدل نشأ حول مدى خطورة الذكاء الاصطناعي على حياة البشر، وقد تنوّعت الإجابات والنظريات التي سلكت مسالِك مُختلفة، غير أنّ جميعها لا يُمكن تأكيده، وقد انقسم الذكاء الاصطناعيّ ثلاثة أنواعٍ ومستويات، فالأوّل: الذكاء الاصطناعي الضيّق، وهو الذكاء المُتخصص في مجالٍ واحد فقط، والثاني: الذكاء الاصطناعيّ العام، وهو الذكاء الذي يُضاهي الإنسان في أدائهِ للمهمّات، والثالث: الذكاء الاصطناعيّ الفائق، وهو ما يفوق الإنسان أداءً ومهارة، ويُعدّ تمثيل المعرفة محور أبحاث الذكاء الاصطناعيّ، فيجب أن تُحيط الآلة عِلمًا بالعالم الواسِع حتى تستطيع حل المشكلات ومُعالجة البيانات
مما يتطلب كثيرًا من الجهد والبحث من العلماء للوصول إلى الطريقة المُثلى للوصول بالآلة إلى الحالة المعرفيّة الكامِلة، وقد تمثّل عجز الآلة إلى يومنا هذا في العجز عن الإدراك الكامِل للمحسوسات بشكلٍ مُستقلّ، والإدراك العاطفيّ والمهارات الاجتماعيّة والقدرة على التنبؤ بأفعال الآخرين ودوافعهم، والإبداع وهو مُتحقق من الناحية الفلسفيّة فقط، والحركة المحدودة، والعديد من المشكلات التي لا تزال الأبحاث تغرقُ في كيفيّة حلّها، وقد نشأت عديد من الخرافات تجاه الذكاء الاصطناعيّ، كالتي تعتقد أنّ الذكاء الاصطناعيّ يوفّر نتائج سحريّة وفوريّة، أو تلك التي تعتقد أنّهُ ليس بحاجة إلى المؤسسات البشريّة بل إلى البيانات والنماذج فقط حتى يتمكّن من النجاح، وبالمُقابل يعتقدون أيضًا أنّ البيانات الكثيرة تساوي ذكاءً اصطناعيًّا أكبر.
الفكرة من كتاب طريقك للبرمجة: ما هي البرمجة؟ ولماذا؟ أين أبدأ؟ ماذا أتعلم؟
هذا الكِتاب طريقٌ عامٌّ مرسوم لكلّ راغبٍ في الالتحاق بركبِ عالم البرمجيّات، وعلى عكس المتوقّع فهذا الكِتاب ليس مكونًا من شروحاتٍ لطريقة كتابة الأكواد البرمجيّة، بل هو بمنزلة خارطة توضيحيّة وتفصيليّة للمُضيّ قُدمًا في مسار التعلّم البرمجيّ، وتعريف بالخطوات الأولى والمُفردات البرمجيّة الشائعة، ولا يهم إن كنت بدأت بتعلّم البرمجة بالفعل أو ما زِلتَ على الضِّفاف حتى تستطيع الاستفادة من هذا الكتاب، والبرمجة في مُجملها سبب وجودها الرئيس هو رفع الكفاءة البشرية بالإضافة إلى تقليل النفقات الماليّة وتوفير الوقت الإنتاجيّ، ومُحاولة الوصول إلى النموذج الأمثل في الجمع بينهم مما يحتاجُ إلى تطوير دائم للأداء والمعرفة، وسنتعرف على البرمجة وماهيتها والكثير عنها في السطور القادمة.
مؤلف كتاب طريقك للبرمجة: ما هي البرمجة؟ ولماذا؟ أين أبدأ؟ ماذا أتعلم؟
أحمد طرطور: مُبرمج مصريّ حصل على شهادة البكالوريوس من جامعة الزقازيق من كليّة التربية الرياضيّة، امتهنَ البرمجة بعد تخرّجهِ في الجامعة وتحويل مسار عملِه من التدريب الرياضيّ، ودرَّس البرمجة في معهد القوات المسلّحة الذي تخرّج فيه، وحصل على دبلوم في الدراسات العليا من الجامعة العربية للعلوم والتكنولوجيا، وقد درَّس عديدًا من الطُّلاب خارج المعهد في عدّة شركات وأكاديميّات محلّية ودوليّة.