البيانات والروبوتات
البيانات والروبوتات
إنّ برمجة الروبوتات عالمٌ ضخم، ولهُ عديد من المداخِل، إذ يمكن الدخول إلى عالم الروبوتات عن طريق تعلّم المُتحكّمات الدقيقة، أو من خلال الكمبيوتر، أو الذكاء الاصطناعيّ، أو إنترنت الأشياء، أو من خلال الحوسبة السحابيّة، وقد مثّلت البيانات القاعدة الرئيسة لمجالات البرمجة ككُل، فحين ننظُر إلى الماضي نجد أنّ بداية علم البيانات كان من النقش على الصخور والألواح الطينية، ثم بدأت الكتابة على الجلود، وصولًا إلى التدوين على الورق، أمّا في العصر الحديث فقد سلك الاحتفاظ بالبيانات وتدوينها شكلًا مُختلفًا، فظهرت عديد من أنماط التخزين المُختلفة كالشرائط والأقراص الصلبة وصولًا إلى التخزين السحابيّ، ولم يقتصر الاختلاف في العصر الحديث على طريقة التخزين، بل امتدّت إلى أنواع البيانات المُخزّنة، فمنها: البيانات التي تُنتجها الأعمال، والبيانات التي يُنتجها الإنسان، والبيانات التي تُنتجها الآلات، حتى إنّ الحفاوة بالبيانات في العصر الحديث وصلت إلى تسمية البيانات بـ”نفط القرن الحادي والعشرين”، وعلى سبيل الاستدراك وجب التنويهُ بالفرق بين البيانات والمعلومات
إذ إنّ البيانات مكونة من أحرف وكلمات وصور ورموز مُتعلقة بموضوعٍ موحّد، لكن المعلومات بيانات مُعالجة، وخضعت للتحليل والاستنباط، وينقسم العمل عن طريق البيانات سبع مراحل: بدايةً بطرحِ التساؤلات، ثمّ جمع البيانات، ثم مُعالجتها وتنظيمها، ثم تحليلها، ثم تطوير النماذج والخوارزميّات، ثمّ مُعاينة البيانات، انتهاءً باتخاذ القرارات المُلائمة مُعتمدةً على نتائج المراحِل الستّة السابقة، والحقيقة أنّهُ في وطننا العربيّ يصعب اعتماد نمط معيّن لدراسة مواد تخصص علم البيانات، لأنه لا يُدرّس في الوطن العربيّ، غير أنّهُ بشكلٍ عام يمكن خوض هذا العِلم عن طريق تعلّم الجبر الخطيّ والإحصاءات، واللغات البرمجيّة الأشهر المسؤولة عن ذلك هي: بايثون، وماتلاب | Matlab، وأيضًا تعلّم إدارة البيانات وتحليلها، والتعلم الآلي | Machine-Learning، والخوارزميّات والبيانات الضخمة، وقد ساهم عديد من العلماء في تطوير مجال علم البيانات مثل: جيم جراي | Jim Gray، ونيت سيلفر | Nate Silver، وبيتر ناور | Peter Naur.
الفكرة من كتاب طريقك للبرمجة: ما هي البرمجة؟ ولماذا؟ أين أبدأ؟ ماذا أتعلم؟
هذا الكِتاب طريقٌ عامٌّ مرسوم لكلّ راغبٍ في الالتحاق بركبِ عالم البرمجيّات، وعلى عكس المتوقّع فهذا الكِتاب ليس مكونًا من شروحاتٍ لطريقة كتابة الأكواد البرمجيّة، بل هو بمنزلة خارطة توضيحيّة وتفصيليّة للمُضيّ قُدمًا في مسار التعلّم البرمجيّ، وتعريف بالخطوات الأولى والمُفردات البرمجيّة الشائعة، ولا يهم إن كنت بدأت بتعلّم البرمجة بالفعل أو ما زِلتَ على الضِّفاف حتى تستطيع الاستفادة من هذا الكتاب، والبرمجة في مُجملها سبب وجودها الرئيس هو رفع الكفاءة البشرية بالإضافة إلى تقليل النفقات الماليّة وتوفير الوقت الإنتاجيّ، ومُحاولة الوصول إلى النموذج الأمثل في الجمع بينهم مما يحتاجُ إلى تطوير دائم للأداء والمعرفة، وسنتعرف على البرمجة وماهيتها والكثير عنها في السطور القادمة.
مؤلف كتاب طريقك للبرمجة: ما هي البرمجة؟ ولماذا؟ أين أبدأ؟ ماذا أتعلم؟
أحمد طرطور: مُبرمج مصريّ حصل على شهادة البكالوريوس من جامعة الزقازيق من كليّة التربية الرياضيّة، امتهنَ البرمجة بعد تخرّجهِ في الجامعة وتحويل مسار عملِه من التدريب الرياضيّ، ودرَّس البرمجة في معهد القوات المسلّحة الذي تخرّج فيه، وحصل على دبلوم في الدراسات العليا من الجامعة العربية للعلوم والتكنولوجيا، وقد درَّس عديدًا من الطُّلاب خارج المعهد في عدّة شركات وأكاديميّات محلّية ودوليّة.