أفكارك انعكاس لعالمك الداخلي
أفكارك انعكاس لعالمك الداخلي
إن الذكاء العاطفي مهارة تبدأ من داخلك أولًا وتنعكس على تصرفاتك مع نفسك ومن ثم مع الآخرين، وتدور تلك المهارة حول ثلاثة محاور أساسية: أفكارك ومشاعرك وتصرفاتك، سنتناول كل محور من هذه المحاور على حدة، وسنبدأ بالمحور الأول، وهو الأفكار.
إن الأفكار الداخلية التي تبدأ في عقلك الواعي تؤثر بقوة في لغة جسدك التي تعبر عنك بدقة دون أن تتكلم، فالشخص الذكي عاطفيًّا واجتماعيًّا تنعكس ثقته بنفسه على وضعية أكتافه المستقيمة المرفوعة، ووضع ظهره القائم في شموخ، وزاوية رأسه المعتدلة المتوجهة إلى الأمام.
يبتعد الأذكياء عاطفيًّا عن الحركات اللا إرادية التي تعكس شعورًا داخليًّا بالتوتر وعدم الراحة كتحريك خصلات الشعر واللعب بها، أو الانشغال في تثبيت الحجاب وهندمته عند النساء، حركة اليد المهتزة يمينًا ويسارًا أيضًا تنم عن قلة الثقة بالنفس، أما الرصانة والهدوء في تحريك اليد ورجوعها دائمًا إلى وضعيتها الأولى فهي أفضل وسيلة خفية للتعبير عن الثقة بالكلام الذي تريد أن تُقنع به محدثك.
وبالحديث عن قوة الحضور والتأثير في الآخرين، لا بد أن نعي قوة التواصل البصري، فالأشخاص الذين يعانون الاحتقار الذاتي تستطيع أن تعرفهم على الفور من خلال حركة أعينهم في أثناء دخولهم مكانًا لأول مرة، فتجدهم يتجنبون التقاء أعينهم بأعين الناس في توجس وخوف، أما الأشخاص الكاريزميون فستراهم يتواصلون بصريًّا مع أرجاء المكان فور دخوله، فهم بذلك يُعلنون أهمية وجودهم وامتنانهم بوجودهم مع الآخرين.
من الأشياء المهم الانتباه لها أيضًا إذا كنت تريد أن تكون مؤثرًا في الآخرين، إعارة الانتباه لنبرة الصوت وسرعة الكلام عند التواصل مع الناس، لأنه عندما يتحدث الشخص في أي موقف، فلغة الجسد ونبرة الصوت يؤثران بنسبة 93% في محتوى الرسالة المراد إيصالها إلى الآخرين، وتؤثر الكلمات بنسبة 7% المتبقية، لذا تجد الأذكياء عاطفيًّا هم من يعكسون اتزانهم الداخلي عن طريق التحدث بصوت واضح ومسموع، ويعدلون درجته وسرعته حسب الموقف.
الفكرة من كتاب هل أنت غبي عاطفيًّا؟ رحلة التغيير لفهم نفسك، وتحسين علاقتك بالآخرين.
هل سألت نفسك يومًا ما سر الشعور بكيمياء وألفة عند مقابلة بعض الأشخاص لأول مرة، ومع بعض الأشخاص يحصل النقيض تمامًا مهما اختلف زمن اللقاء أو طريقته؟
إن المتحكم الخفي وراء تلك المواقف التي نمر بها وشبيهاتها هو “الذكاء العاطفي”، ذلك المسؤول عن 80% من درجة وسرعة نجاحك المجتمعي والعاطفي والمهني، بينما يكون الذكاء الكمي -المتمثل في قدرتك على الحفظ والاسترجاع والنجاح المهني- مسؤولًا عن 20% فقط من نجاحك في الحياة.
لذا نحن بحاجة إلى معرفة مفاتيح الثمانين في المئة تلك التي ستفتح لنا أبواب النجاح، وتُعيننا على فهم مشاعرنا ودوافعنا التي تنعكس على حضورنا وكلماتنا وسلوكياتنا في علاقتنا بأنفسنا وبالآخرين.
مؤلف كتاب هل أنت غبي عاطفيًّا؟ رحلة التغيير لفهم نفسك، وتحسين علاقتك بالآخرين.
نانسي صميدة: استشارية نفسية، ومدربة، وممارسة معتمدة لعلم البرمجة العصبية اللغوية، وحاصلة على دبلوم الإرشاد النفسي والاجتماعي من جامعة “سيجموند فرويد” بالنمسا. اختِيرَت للعمل التطوعي عام 2012م سفيرةَ اندماج ونموذجًا للمغتربين بأوربا من قبل “وزارة الاندماج والعمل” بفيينا، ومن خلال عملها سفيرةً للاندماج بفيينا، نشرت الوعي، وقدمت ورشًا وندوات لتحفيز المغتربين والمغتربات لاكتساب الثقة بالنفس والإيمان بدورهم كجزء من المجتمع.
من مؤلفاتها:
فيتامينات نفسية.