الذاكرة والخَرف
الذاكرة والخَرف
تُعد القدرة على التذكر إحدى أهم المهارات المعرفية التي يمتلكها الدماغ، وتنقسم عملية التذكر إلى ثلاث خطوات أساسية، تؤثر فاعلية كل منها في سرعة تخزين المعلومات وجودة الذكريات، الخطوة الأولى هي: عملية الانتباه أو التركيز؛ يقوم الدماغ في هذه الخطوة بعزل الضوضاء والمثيرات الحسية الأخرى ليوجه الانتباه ناحية الهدف، ويمكن زيادة فاعلية التركيز من خلال استغلال ما يُعرف بفورة الدوبامين، التي تحدث نتيجة لتَغير الروتين أو التجارب الجديدة، لذا فتغيير مكان العمل أو الدراسة له أثر فعال في عملية الانتباه،
في حين أن الخطوة الثانية في عملية التذكر هي: الذاكرة القصيرة الأمد، وتعتمد هذه العملية على جزء من الدماغ يُعرف بالحصين | Hippocampus، وتستقر المعلومات فيه قرابة السبع ثوانٍ، في خلالها يحدد الدماغ ما إن كانت ستنتقل إلى الخطوة الأخيرة وهي: الذاكرة الطويلة الأمد ليتم تخزينها لوقت طويل أم تُنسى مباشرة.
وتُخزن الذكريات على هيئة روابط بين الخلايا العصبية، وتشارك عدة مناطق في الدماغ في استعادتها، ويظهر الخلل في عمل الذاكرة على هيئة عدة أعراض تُعرف بالخَرف، وتتراوح حدتها من نسيان للذكريات الحديثة أو أسماء الأشخاص حتى الفقدان الكامل للمهارات الحركية والمعرفية المكتسبة، ويعود الخَرف إلى عدة أسباب منها: اضطرابات الأوعية الدموية التي تؤثر في وصول الأكسجين إلى الدماغ، أو الأمراض مثل: باركنسون | Parkinson الذي ينشأ نتيجة لاختلال معدل إفراز الدوبامين. وأحد أهم أسبابه كذلك هو الألزهايمر،
واعتُقد قديمًا أنه يحدث فقط بسبب تراكم السموم التي تحدثنا عنها سابقًا، ولكن الاكتشافات الحديثة أثبتت أن التقدم في السن وتراكم السموم ليسا سببًا كافيًا للإصابة بالمرض، كما ترتفع معدلات الإصابة به لدى النساء، ولا يعود ذلك إلى اختلاف في تركيبة الدماغ، بل بسبب صعوبة تشخيص الأمراض المختلفة لديهن نتيجة تداخل أعراضها مع التغيرات الهرمونية التي تحدث عند التقدم في السن.
الفكرة من كتاب الدماغ المضاد للشيخوخة: استراتيجيات جديدة لتحسين الذاكرة، وتعزيز المناعة، ومحاربة الخَرف
في عالم مليء بالمشتتات بأنواعها كافة، ومع نمط حياة متسارع، أصبح على أدمغتنا التكيف مع الكثير من الأمور، وحتى المهمات اليومية والأولويات تغيرت على مدى القرون الماضية، فبعدما كانت تتمحور حول النجاة لدى أسلافنا القدامى، أصبحت أولوياتنا أكثر تعقيدًا، وتحولت المخاطر من الموت بالجوع أو البرودة الشديدة إلى المخاطر الصحية المتعلقة بالأطعمة السريعة، أو مخاطر تأثيرات وسائل التواصل الاجتماعي في جودة الحياة النفسية.
فكيف تأقلمت أدمغتنا مع كل هذه التغيرات؟ وهل مع تحسن جودة الحياة الصحية ستتمكن أدمغتنا من البقاء في مرحلة الشباب لوقت أطول أم هل من المحتم أن نخسر ذكرياتنا وقدراتنا مع التقدم في العمر؟ وما العلاقة بين الدماغ وصحة باقي أجزاء الجسم؟ يجيب كتابنا عن هذه الأسئلة المشوقة وغيرها الكثير.
مؤلف كتاب الدماغ المضاد للشيخوخة: استراتيجيات جديدة لتحسين الذاكرة، وتعزيز المناعة، ومحاربة الخَرف
مارك مليستين: خبير في صحة الدماغ، ومتحدث معترف به دوليًّا، حاصل على الدكتوراه في مجالي الكيمياء الحيوية والجزيئية، وأجرى عديدًا من الأبحاث في عدة اختصاصات مثل: علم الأعصاب، والجينات، والأمراض المعدية.
ملحوظة:
لا توجد ترجمة عربية لهذا الكتاب.