الدماغ والتقدم في العمر
الدماغ والتقدم في العمر
أتساءلت من قبل لماذا مع تقدم العمر تتراجع قدراتنا المعرفية والإدراكية، فَنُصاب بأعراض مثل: نسيان الوجوه والأسماء، وفقدان القدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة؟ للإجابة عن هذا السؤال دعنا بداية نتعرف التركيب المذهل للدماغ عن قرب؛ يتكون الدماغ من نصفين متماثلين بينهما جسر عصبي ويُعرفان بالمخ، وتغطيهما القشرة المخية أو ما نطلق عليه المادة الرمادية، وتنقسم إلى عدة فصوص، وهي: الفص الجبهي | Frontal lobe المسؤول عن عملية التفكير، والفص الجداري | parietal lobe المختص بمعالجة المعلومات القادمة من الحواس، والفص الصدغي | Temporal lobe الذي يلعب دورًا مهمًّا في الذاكرة، وأخيرًا الفص القذالي | occipital lobe الذي يتضمن مراكز الرؤية، كما يحتوي الدماغ على المخيخ الذي ينظم العمليات الحركية والتوازن.
ويزن المخ ثلاثة أرطال عند البلوغ، وثلاثة أرباع الرطل عند الولادة، ويحتوي على 80 إلى 100 بليون خلية دماغية، ويظل هذا العدد ثابتًا، أما ما يسبب الزيادة في الحجم فهي الوصلات الناشئة بين الخلايا العصبية، وتنشأ نتيجة الأفكار والذكريات وما نتعلمه ونختبره، أي أن الدماغ عضو ديناميكي متغير، لذا يمكننا الجزم بأنه يتقدم في العمر كذلك، ولكن لا يرتبط العمر الدماغي بالعمر الفعلي، إذ تؤثر العديد من العوامل فيه، ومنها: السموم والمواد التالفة التي تتراكم في الدماغ مع مرور الوقت وتؤدي إلى تدهور القدرات المعرفية، ويبدو لأول وهلة أن التدهور أمر حتمي نتيجة لتراكم السموم، ولكن الدراسات المجراة على كبار السن أثبتت العكس.
افترض العلماء قديمًا أن للعقل طريقته الخاصة في التخلص من السموم، حتى العام 2013م، حين لاحظوا أن الدماغ ينكمش خلال النوم ليدفع السموم خارجه، وتُمتص هذه السموم من خلال الجهاز الليمفاوي، وهو أحد المكونات الحيوية للنظام المناعي، وكما يبدو فهو مهم كذلك لعمل الدماغ، إذ إن عدم فاعليته تؤدي إلى ظهور أمراض مثل الألزهايمر والاكتئاب، لذا فالاهتمام بجهاز المناعة من خلال النظام الغذائي المتوازن والحصول على كميات كافية من “فيتامين D” له عظيم الأثر في عمر الدماغ.
الفكرة من كتاب الدماغ المضاد للشيخوخة: استراتيجيات جديدة لتحسين الذاكرة، وتعزيز المناعة، ومحاربة الخَرف
في عالم مليء بالمشتتات بأنواعها كافة، ومع نمط حياة متسارع، أصبح على أدمغتنا التكيف مع الكثير من الأمور، وحتى المهمات اليومية والأولويات تغيرت على مدى القرون الماضية، فبعدما كانت تتمحور حول النجاة لدى أسلافنا القدامى، أصبحت أولوياتنا أكثر تعقيدًا، وتحولت المخاطر من الموت بالجوع أو البرودة الشديدة إلى المخاطر الصحية المتعلقة بالأطعمة السريعة، أو مخاطر تأثيرات وسائل التواصل الاجتماعي في جودة الحياة النفسية.
فكيف تأقلمت أدمغتنا مع كل هذه التغيرات؟ وهل مع تحسن جودة الحياة الصحية ستتمكن أدمغتنا من البقاء في مرحلة الشباب لوقت أطول أم هل من المحتم أن نخسر ذكرياتنا وقدراتنا مع التقدم في العمر؟ وما العلاقة بين الدماغ وصحة باقي أجزاء الجسم؟ يجيب كتابنا عن هذه الأسئلة المشوقة وغيرها الكثير.
مؤلف كتاب الدماغ المضاد للشيخوخة: استراتيجيات جديدة لتحسين الذاكرة، وتعزيز المناعة، ومحاربة الخَرف
مارك مليستين: خبير في صحة الدماغ، ومتحدث معترف به دوليًّا، حاصل على الدكتوراه في مجالي الكيمياء الحيوية والجزيئية، وأجرى عديدًا من الأبحاث في عدة اختصاصات مثل: علم الأعصاب، والجينات، والأمراض المعدية.
ملحوظة:
لا توجد ترجمة عربية لهذا الكتاب.