مفاهيم خاطئة
مفاهيم خاطئة
يشير الكاتب إلى ثلاثة أخطاء أساسية راسخة في العقلية الغربية، في ما يتعلق بانتصار الغرب بعد الحرب العالمية الثانية، وأول هذه الأخطاء هو ترويج الفكرة القائلة إن انتصار الغرب على الاتحاد السوفيتي كان نتيجة للقيم الغربية والديمقراطية، ولكن هذا التفوق -حقيقةً- حدث بسبب الأخذ بأسباب القوة الاقتصادية وحرية السوق، وكان هذا ما فهمه جيدًا الزعيم الصيني “دينج شياو بينج”، عندما قرر تحديث الصين، فركز اهتمامه على تطبيق الانفتاح الاقتصادي، قبل البحث عن تحقيق انفتاح سياسي.
أما الخطأ الثاني فهو اعتقاد الغرب بوجوب تبني أي مجتمع في العالم للديمقراطية الغربية وأن يتم هذا التحول فوريًّا، وأدى هذا الإصرار على تطبيق الديمقراطية الغربية إلى كوارث في بلاد كثيرة مثل لبنان والعراق وفلسطين، ودخلت بعض البلاد في حروب بسبب وصول رؤساء قوميين غوغائيين، كما حدث في صربيا بانتخاب سْلُوبُودَان مِيلُوشِيفِيتش، والمفارقة أن هذا الإصرار الغربي على الديمقراطية كان انتقائيًّا حسب ما تمليه المصالح الغربية، فنجد الغرب لا يسعى إلى تطبيق الديمقراطية في الدول النفطية، ويتجاهل الغرب مسؤوليته تجاه ما حدث من نتائج سلبية في الدول التي أجبرت على نظام ديمقراطي مفروض على عجل، وإنما يهتم فقط بمصلحته المحلية أمام الناخبين الغربيين.
أما الخطأ الثالث في وجهة النظر الغربية منذ انتصارهم، فهو الزعم بعدم أهمية الاختلافات الثقافية بين الشعوب، فيعتقد الغرب أن نموذجه القيمي والثقافي بعناصره كافة ملائم للتطبيق في جميع أنحاء العالم، وهذه الثقة تولدت نتيجةً للحرب الباردة التي انتهت لصالح الغرب، فولدت هذا الإحساس بالتفاخر بالثقافة الغربية وسيادتها عالميًّا.
الفكرة من كتاب نصف العالم الآسيوي الجديد: التحول الجارف للقوة العالمية نحو الشرق
يختلف ما في هذا الكتاب عما اعتاد الغرب سماعه من مفكريهم، فالكاتب بصفته شاهدًا من مواطني آسيا قريبًا من غرف صنع القرار، ومطّلعًا على الأحداث، يبين أن الغرب بجانب دوره الأساسي في عملية التغيير، فهو جزء رئيس من المشكلة التي تقف في طريق إعادة ترتيب النظام العالمي، ويعطي الكتاب فرصة للمواطن الغربي أن يأخذ مقعدًا طالما تُرِكَ لبقية العالم، حتى يعرف نظرة الدول الأخرى إلى ما كان عليه العالم تحت القيادة الغربية، ويوضح الكاتب ما يحدث في آسيا من نهضة اقتصادية وعلمية، ويحلل أسباب ما نراه من تحول في موازين القوى نحو الشرق الأقصى.
مؤلف كتاب نصف العالم الآسيوي الجديد: التحول الجارف للقوة العالمية نحو الشرق
كيشور محبوباني: دبلوماسي سنغافوري، وأستاذ ممارسة السياسة العامة بجامعة سنغافورة الوطنية في مدرسة لي كوان يو، وعميد للمدرسة، شغل منصب سفير سنغافورة في الأمم المتحدة، وكان السكرتير الدائم لوزارة الخارجية بسنغافورة من 1993م حتى 1998م، ويعمل عضوًا بمجالس إدارة عديد من المؤسسات في سنغافورة وأوربا وأمريكا الشمالية.
ومن مؤلفاته:
هل يمكن أن يفكر الآسيويون؟
ما بعد عصر البراءة: إعادة بناء الثقة بين أمريكا والعالم.
معلومات عن المترجم:
سمير كريّم: مدرس بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، وعمل وكيلًا أول لوزارة الاقتصاد والتعاون الدولي، وعمل مديرًا تنفيذيًّا لبنك التنمية الإفريقي ممثلًا لمصر وجيبوتي.