تسعة المتأمل.. عشرة صاحب المكانة
تسعة المتأمل.. عشرة صاحب المكانة
يتوقع في سن التاسعة أن يكون الطفل قد تعلم المهارات وأتقنها بمختلف صورها التعبدية أو المنزلية أو الاجتماعية، فمن هذا الإتقان يصبح صاحب ثقة تساعده على الاستقلال عن والديه سواء فكريًّا أو اجتماعيًّا، نعم هو مهتم بآراء الكبار، لكنه يجادل ويتحدى وينتقد تلك الآراء مهيئًا لاستقلاله الفكري المنتظر في مرحلة مراهقته، فيجب علينا ألا نفرض عليه آراءنا الشخصية، بل يجب عرض آرائنا وآرائه بشكل متكافئ احترامًا لوجهة نظره، فإن لم يحدث هذا وجدت اعتراضاته تتزايد عسى أن يسمعه أحد ويحترم رأيه الخاص الذي كونه.
وتهيئة لاستقلاله الاجتماعي، تجد من الطفل اهتمامًا أكبر بأصدقائه عن عائلته، ودورنا هنا الاهتمام بتوفير البيئة المناسبة التي سيحتك بها خارج نطاق الأسرة، سواء الجيران أو منطقة السكن أو أصدقاء العائلة أو أصدقاء مدرسته، ومن المهم الحفاظ على تنمية إحساس مراقبة الله لأفعال الفتى طوال هذه المرحلة حتى ينغرس بداخله كلما كبر.
وقد نجد في هذه المرحلة انعكاسات حالات الفتى النفسية على جسده؛ يشعر بوهن إذا جاء موعد المذاكرة، تؤلمه يداه إذا طلب منه ترتيب مكتبه، وفي هذا لا تستعجل بالتصديق أو التكذيب، فقط جارِه حتى تفهم، وإن تبين أنها بالفعل آلية للهروب فشاركه شعوره في أن هذا عمل ممل ومتعب، لكن الجزاء من عند الله، وساعده على إيجاد المتعة داخل هذه الأفعال المملة، كأن تحضر له أقلامًا ملونة ليرسم بها، أو تجري سباقًا معه على من سيرتب مكتبه أولًا أنت أم هو.
وعند العاشرة يظهر الاحتياج إلى مكانة في الأسرة، فهذا الآن فرد قد كون رأيًا وفكرًا وثقة واستقلالية خاصة بذاته، سيكون من المهم تقديره وإعطاؤه المكانة التي يرجوها لتجنب التمرد اللاحق في مرحلة التمرد، ويأتي هذا عن طريقة الحب غير المشروط والثناء الدائم، ومن جهته ستجد اهتمامًا بأن يحظى بتلك المكانة، لذلك سيكون مطيعًا حريصًا على رضا الأبوين مهتمًّا بما سيقولانه منفذًا إياه، وإن لم يتلقَّ التقدير على كل ما يفعله فسيكبر على إحساس بعدم الثقة والتقدير ممن حوله.
الفكرة من كتاب طفلك من الثانية إلى العاشرة.. توجيهات تربوية
تقع على كاهل كل أب وأم مسؤولية كبيرة تتمثل في تربية طفلهما الناشئ والتكيف مع كل طور من أطوار نموه، فالطفل ليس له بعد الله إلا أبوه وأمه، وكلما أحسنا التأسيس خرج الطفل سليمًا معافًى قادرًا على مواجهة الحياة بنفس سوية، ولا نقول إن علينا أن نوفر لهم بيئة مثالية تمامًا، فلا أنتَ ولا أنتِ مطالبان أن تكونا مثاليين، وكذلك أطفالكما ليسوا مطالبين بالكمال هم أيضًا.
فتقبل الطفل والعمل على نموه ومعرفة أطوار ذلك النمو هو ما سيساعد المربي على القيام بمسؤوليته في اكتشاف شخصية طفله الفريدة التي أودعها الله فيه، وفي هذا الكتاب يعرض المستشار التربوي هاني عبد القادر مراحل نمو الطفل وخصائص كل مرحلة من سن الثانية حتى العاشرة، وكيفية التعامل مع كل سن بالشكل الأمثل لتهيئة أبنائنا لخوض حروبهم الخاصة في مرحلة المراهقة التالية لهذه السن.
مؤلف كتاب طفلك من الثانية إلى العاشرة.. توجيهات تربوية
هاني بن علي آل عبد القادر: مستشار تربوي وأستاذ في مدينة الجبيل الصناعية وممارس معتمد في البرمجة اللغوية العصبية، من مؤلفاته
أساليب عملية في التعامل مع المراهقين.
من أجل أبنائنا.