الهجرة إلى السحاب.. فضاء يسع الجميع
الهجرة إلى السحاب.. فضاء يسع الجميع
لا تختلف البيروقراطية الحكومية في الهند عنها في أي مكان آخر، لكن عندما تحكم تلك البيروقراطية ما يربو على مليار نسمة سيكون الأمر أقرب إلى الجحيم، وبالفعل شهدت الهند حقبة كان استخراج وثيقة سفر فيها أو إدراج أي ورقة حكومية يعد ضربًا من الخيال، لكن العصر الرقمي أتى بحلوله الثورية ومنح الكثير من البلدان وسيلة للخلاص من طوق الموظفين الروتينيين، والأهم أنها ستمنح المؤسسات الحكومية الشفافية وتقطع سُبل الرشاوى التي تشيع في هذا النوع من المُعاملات المُرهقة، لكن هل يمكن تطبيق هذا النوع من الحكومات الإلكترونية في بلد ما يزال يعُد وثائق الملكية التاريخية ورقة ذات معنى للحكومة المركزية؟
يبدو أن الحكومة الطموحة أدركت أنه وبرغم التحديات المتمثلة في تغيير شامل كهذا، فإن البدء في نقل الخدمات الإلكترونية إلى الإنترنت سيكون الحل الذي ينهي الكثير من مشكلات الوقت والزحام والفساد، لكن هل يعني هذا أن الأمر يسير أو تخالجه بعض الصعوبة؟ بل يقترب من المستحيل في بعض المناطق، حيث لا تزال وصلات الإنترنت شيئًا غير معتاد، هنا أتى دور التحدي الرئيس -الأفراد- ليمثلوا العمود الأساسي لرؤية الحكومة المستقبلية، فالهند كما تتكدس بالسكان، يوجد بها كذلك الملايين من مهندسي البرمجيات قليلي الكلفة وعظيمي الخبرة.
لكن في بعض المؤسسات، تبدو البيروقراطية الهندية أشد من أن تُروض، إذ تظهر المحاكم الهندية ككابوس يهدد الدولة بأسرها، تُعد المحاكمات السريعة والعادلة هي جوهر الدولة ومعنى الديمقراطية، لكن لا تزال بعض القضايا تستغرق عقدًا حتى تأخذ دورها بين ملايين الدعاوى، وبعد أن أثبتت الحكومة الإلكترونية نجاعتها في عديد من المؤسسات أتى الدور لإزاحة الأوراق المكدسة من المحاكم والسماح للعدالة الإلكترونية أن تأخذ مجراها.
الفكرة من كتاب أمة من العباقرة: كيف تفرض العلوم الهندية هيمنتها على العالم؟
ظلت الهند ترزح طويلًا تحت ظلمات الجهل حتى انتهبتها يد الاستعمار، لكن العجيب أن أولئك الأسيويين يبرزون الآن في وادي السيليكون وفي شركات الغرب العملاقة، لا يكتفون بالمهام الروتينية ولا يهتمون كثيرًا بتلك المناصب التي يسعى إليها الجميع في أعلى الهرم، لقد خرج بعضهم من البلاد سعيًا إلى عيش أفضل، لكن الكثيرين لم تزل في أذهانهم تلك الصورة من بلاد تطلب منهم يد العون، يبدو أن عصر هجرة العقول على وشك النهاية، وها هي خيالات جديدة تبزغ في الأراضي الهندية، عيون تتطلع إلى القوى العظمى في العالم وتطمح إلى ريادة الواقع بعد أن ملكوا الخيال لقرون.
مؤلف كتاب أمة من العباقرة: كيف تفرض العلوم الهندية هيمنتها على العالم؟
أنجيلا سايني: صحفية ومذيعة وكاتبة بريطانية، وُلدت بلندن عام 1980، درست أنجيلا الهندسة الميكانيكية بجامعة أكسفورد، حيث حصلت على درجة الماجستير، كما عملت كاتبة متخصصة في العلوم والتقنية، ونشرت العديد من أعمالها في مجلات بي بي سي، والجارديان وإيكونوميست، من أعمالها
Inferior: How Science Got Women Wrong—and the New Research That’s Rewriting the Story
The Patriarchs: The Origins of Inequality
Superior: The Return of Race Science
معلومات عن المترجم:
طارق راشد عليان: كاتب ومحرر ومترجم مصري، عمل مع العديد من المؤسسات الثقافية العربية، مثل المركز القومي للترجمة، ومشروع “كلمة” أبو ظبي، من أعماله:
إمبراطور الأمراض، لسيدهارتا موخيرجي.
فن الحرب القديم، لهاري سايدبوتون.
فلسفة الرياضة، لستيفن كونور.