عن خطواتٍ أولى
عن خطواتٍ أولى
في بداية إنشاء الشركة كان ما يون أشبه برجل طائر، يتحدث عن فكرته في وسائل الإعلام وفي المؤتمرات في أنحاء العالم، وذكر في أحدها أنه أراد أن يمنح الشركات الصغيرة والمتوسطة فرصة الارتباط بالإنترنت من خلال موقع علي بابا لتحصل على ربح أكبر بتكلفة صغيرة وتواجه الشركات الكبيرة، وليمنحها فرصة التصدير إلى أوربا وأمريكا إذ يعتمد اقتصاد آسيا على التصدير، وكان يتوقع أن تصبح الصين مركزًا للتجارة العالمية في القرن التالي، وتحقق ذلك بانتشار عبارة “صنع في الصين” في كل مكان، وانضمت الصين إلى منظمة التجارة العالمية في 2001.
كان ما يون يعرف أن أكثر عملائه من التجار لا يعرفون الكثير عن استعمال الإنترنت، فأصر أن يكون موقعه في البداية بتصميم BBS برغم اعتراض موظفيه لظهور أنماط أحدث، لكن تجارب مواقع أخرى أثبتت صحة رأيه. ولم يكن مهتمًّا بالمال كثيرًا، إذ رأى أن الطموح والقيمة أهم من المال للمؤسسة، فكان يود أن يجذب الموظفين إلى الشركة بثقافتها وليس بالأجور العالية، وركز على مساعدة العملاء لا على جيوبهم.
وكانت لديه حرية مالية؛ يعرف أن لديه من يعطيه المال حين يحتاج إليه، وجذبت علي بابا نحو ثمانية وثلاثين مستثمرًا في بداياتها، لكنه رفض الاتفاق مع المستثمرين الذين لم يرضوا بشروطه؛ كان يرى أن مكانة المستثمر تأتي بعد العميل والموظف. ثم انضم إلى فريقه السيدُ “تساي تشونغ شين” الذي ترك عمله ومنصبه الرفيع السابق لأنه رأى قيمة كبيرة في شركة علي بابا، والتقى تساي بمديرة الاستثمارات في مجموعة غولدمان ساكس فعرض عليها الاستثمار في علي بابا فوافقت، وحصلت علي بابا على استثمار بخمسة ملايين دولار في جولتها الاستثمارية الأولى، وانبهرت بذلك وسائل الإعلام حينها. بعدها حصل على استثمار من سون تشن إي مدير Soft Bank، وكان العرض استثمارًا بخمسة وثلاثين مليون دولار، لكنه طلب تخفيضه إلى عشرين مليونًا ليكون على قدر احتياجه، وليفكر في كل قرش يصرفه ويأمن المخاطرة بأموال الآخرين، ورأى أن كثرة المال قد تأتي بقلقٍ وفشل.
وفي عام 2000، سعى ما يون إلى توسع دولي، فقدموا نسخة إنجليزية من موقع علي بابا، وأنشؤوا مكاتب للشركة في هونغ كونغ والولايات المتحدة وبريطانيا وكوريا الجنوبية، لكن التوسع السريع كان خطأ تسبب في خسائر، خصوصًا بعد انفجار فقاعة الإنترنت، فتراجع ما يون عن التوسع في بداية 2001، والأخطاء أمر لا مفر منه وهي ثروة في رأي ما يون.
الفكرة من كتاب ما يون: عبقرية قلب موازين التجارة: قصة نجاح موقع علي بابا
يروي الكتاب قصة “ما يون” المعروف بـ”جاك ما”، ورحلته في عالم الأعمال، من فاشل في المدرسة إلى مدرس لغة إنجليزية إلى رائد أعمال قلب الموازين وغير في مفهوم التجارة الدولية وأصبح من أشهر الصينيين في العالم. ويروي قصة إنشائه موقعَ “علي بابا” الشهير، الذي يعد من المشاريع الرائدة في التجارة الإلكترونية في الصين والعالم.
مؤلف كتاب ما يون: عبقرية قلب موازين التجارة: قصة نجاح موقع علي بابا
كواي داو هونغتشي، وفنغ يولن: كاتبان صينيان.
معلومات عن المترجمين:
أحمد السعيد: كاتب ومترجم وخبير في الشأن الصيني، والرئيس التنفيذي لمجموعة بيت الحكمة للثقافة. حصل على الدكتوراه في علم الأعراق البشرية من كلية السياسة والقانون بالصين، ومدرج لدى الحكومة الصينية خبيرًا ومستشارًا لمشروع ترويج الكتاب الصيني في العالم، فاز بجائزة التميز من الدولة الصينية للإسهام الخاص في مجال الكتاب عام 2015، وحصل أيضًا على لقب سفير القراءة لمهرجان بكين الدولي للقراءة. ومن أعماله: كتاب “الصين في المُخيلة العربية” وكتاب “سنواتي في الصين”، والمشاركة في ترجمة “تاريخ الأدب الصيني المعاصر” و”مختصر تاريخ الصين”.
ما يونغ ليانغ: رئيس مجلس إدارة بيت الحكمة للثقافة والإعلام في الصين، شارك في ترجمة كتب عدة منها:
قصة نجاح شركة هواوي.