الدخول إلى عالم الإنترنت
الدخول إلى عالم الإنترنت
في بداية عام 1995 سافر ما يون إلى لوس أنجلوس في مهمة عمل بالترجمة، وفشل المشروع الذي كان سيعمل به، فمر في طريق العودة بصديقه الأجنبي بيل في مدينة سياتل، وأخذه بيل لزيارة شركة VBN -أول شركات مزودي الإنترنت- التي تكونت من خمسة شبان مع حواسيبهم في مكتبين. هناك اكتشف ما يون عالم الإنترنت وقرر دخوله، فطلب منهم تصميم صفحةٍ لشركة “هاي بوه” للترجمة لتكون أول شركة صينية على شبكة الإنترنت تقريبًا، واتفق ما يون مع VBN على أن يبحث لهم عن عملاء في الصين حتى يتعاونوا في إنشاء شبكة للمؤسسات الصينية.
تلقت شركة “هاي بوه” في اليوم نفسه خمس رسائل للسؤال عن أسعار الترجمة، فرأى ما يون أن الإنترنت يمكنه أن يفتح فرصًا جديدة للتجار، وبدأ مجالًا جديدًا لا منافس فيه، لم يدعم تلك الفكرة العاملون بالتجارة الدولية الذين حدثهم ما يون، لكن رأيهم لم يكن مبنيًّا على معرفة حقيقية بعالم الإنترنت، فآثر ما يون ألا يتبع التفكير التقليدي الذي يتجاهل المعرفة، وفي شهر مارس من العام نفسه، جمع أربعة وعشرين صديقًا في منزله ليحكي لهم عن الإنترنت وعن رغبته في دخول مجاله، فلم يوافقه إلا صديق واحد هو سون وي تشينغ. استقال ما يون من عمله بالتدريس، وفي أبريل تأسست شركة “هاي بوه” لخدمات الحاسوب، وكان فيها ثلاثة موظفين هم ما يون وزوجته اللذان امتلكا تسعين بالمئة من أسهم الشركة، وصديقه مدرس الحاسوب خه يي بين، وكان سون وي شينغ شريكًا معهم بالمال فقط.
وفي مايو، أطلقوا موقع الصفحات الصفراء الصينية، ومصطلح الصفحات الصفراء يعني دليل هاتف دولي للصناعة والتجارة تُرتب فيه الشركات حسب طبيعتها ومنتجاتها. كان ما يون يخبر أصدقاءه عن مستقبل الإنترنت المشرق ويأخذ بيانات شركاتهم ويرسلها إلى VBN التي تصمم صفحات لتلك الشركات، مقابل عشرين ألف يوان تأخذ VBN منها اثني عشر ألفًا. ثم ظهرت شركة منافسة باسم China Telecom وأطلقت موقعًا مشابهًا لموقع الصفحات الصفراء الصينية حتى في اسمه، ولما كانت تملك من الموارد ما لا يملكه ما يون، قرر بيع شركته وحصل على أكثر من 100 ألف يوان.
الفكرة من كتاب ما يون: عبقرية قلب موازين التجارة: قصة نجاح موقع علي بابا
يروي الكتاب قصة “ما يون” المعروف بـ”جاك ما”، ورحلته في عالم الأعمال، من فاشل في المدرسة إلى مدرس لغة إنجليزية إلى رائد أعمال قلب الموازين وغير في مفهوم التجارة الدولية وأصبح من أشهر الصينيين في العالم. ويروي قصة إنشائه موقعَ “علي بابا” الشهير، الذي يعد من المشاريع الرائدة في التجارة الإلكترونية في الصين والعالم.
مؤلف كتاب ما يون: عبقرية قلب موازين التجارة: قصة نجاح موقع علي بابا
كواي داو هونغتشي، وفنغ يولن: كاتبان صينيان.
معلومات عن المترجمين:
أحمد السعيد: كاتب ومترجم وخبير في الشأن الصيني، والرئيس التنفيذي لمجموعة بيت الحكمة للثقافة. حصل على الدكتوراه في علم الأعراق البشرية من كلية السياسة والقانون بالصين، ومدرج لدى الحكومة الصينية خبيرًا ومستشارًا لمشروع ترويج الكتاب الصيني في العالم، فاز بجائزة التميز من الدولة الصينية للإسهام الخاص في مجال الكتاب عام 2015، وحصل أيضًا على لقب سفير القراءة لمهرجان بكين الدولي للقراءة. ومن أعماله: كتاب “الصين في المُخيلة العربية” وكتاب “سنواتي في الصين”، والمشاركة في ترجمة “تاريخ الأدب الصيني المعاصر” و”مختصر تاريخ الصين”.
ما يونغ ليانغ: رئيس مجلس إدارة بيت الحكمة للثقافة والإعلام في الصين، شارك في ترجمة كتب عدة منها:
قصة نجاح شركة هواوي.