الشخصية الناجحة
الشخصية الناجحة
تعد الانسيابية من أهم الصفات التي نلاحظها في الشخصيات الناجحة، فسرعة استيعابهم للمواقف التي يتعرضون لها تجعلهم كالماء يأخذ شكل القالب الذي يوضع فيه، وتفيدهم انسيابيتهم في التخلص من أية مقاومة ليس لها داعٍ قد تستهلك من وقتهم أو مالهم أو صحتهم، مما يساعدهم على اكتساب صفات تسهل عليهم حياتهم كالصراحة، والحفاظ على اتزانهم النفسي، والتوافق مع بيئتهم التي يعيشون فيها بشكل صحي سليم.
ونلاحظ أيضًا في الناجحين صفة تجنب أية عادة سيئة وسرعة التخلص منها، فلا يوجد ناجح يهمل في هندامه أو حديثه أو واجباته الاجتماعية، كما أنه لا يوجد ناجح يعتزل الناس أو يدخن أو يضيع وقته أو يكره المسؤوليات كأنها شر لا فائدة منه، فكلهم يتجنبون تلك الصفات ويحرصون على التحلي بصفات حسنة، كالأخذ بالثقافة والهواية لملء وقت فراغهم بالمفيد، مع اقتصاد المال وادخاره دون الوصول إلى درجة التقتير على أنفسهم وعائلاتهم.
وإن لم نجد هذه الصفات فينا فعلينا أن نتصرف كأنها فينا، حتى نصل إلى درجة اقتناع تعيننا على أداء تلك الصفات الحسنة بشكل تلقائي، فمن المعروف أن أجسادنا تتحرك حسب مشاعرنا، فنحن إذا أحسسنا بالخوف جرينا، وإذا أحسسنا بالسرور تبسمنا وضحكنا، لكن ما لا نعرفه هو أنه يمكننا عكس تلك العملية لتتبع مشاعر أجسادنا، فنشعر بالسرور حين نبتسم وبالغضب حين نعبس، ومعنى هذا أننا إذا قصدنا صفة النجاح يكفينا أن نتصف بصفات الناجحين التي أشرنا إليها، وهذه الصفات ستبعث فينا الفرحة التي يشعر بها هؤلاء الناجحون، ليتحول ذلك التقليد بعد مدة إلى عادات نفسية نفعلها دون تصنع أو تكلف.
الفكرة من كتاب الشخصية الناجعة
إذا نظرنا إلى شخص ورأيناه قادرًا على التعامل مع كثير من البشر وحل كثير من المشكلات دون تردد أو خوف من الفشل، قلنا إنه يملك شخصية قوية، لا ذكاءً عاليًا، وذلك لأن الشخصية تختلف تمامًا عن الذكاء، فيمكن لشخصين أن يتساويا في مستوى الذكاء، لكننا نجد أحدهما أكثر جاذبية من الآخر في عمله وطريقة تفاعله مع الآخرين، وذلك لأنه أقوى شخصية من الآخر، لا أكثر ذكاءً.
والكاتب هنا يعرض الشخصية على أنها خاصية اجتماعية مكتسبة يمكن للإنسان تنميتها وتحسينها حتى تبرز، فشخصية المرء كبصمة يده، لا يمكن أن تتكرر عند أي إنسان آخر، وكل ما عليه أن ينميها ويتجاوز بها العوائق التي ستواجهه خلال ذلك، عن طريق اتباع درجات الشخصية التي وضعها الكاتب، وتطبيق تمارين تقوية الشخصية، حتى يُبرز الفرد شخصيته ويصل بها إلى النجاح والتميز.
مؤلف كتاب الشخصية الناجعة
سلامة موسى: صحفي ومفكر مصري ولد عام 1887م في محافظة الشرقية، وسافر إلى فرنسا وقضى فيها ثلاث سنوات التقى فيها عديدًا من الفلاسفة والمفكرين الغربيين، ثم انتقل بعدها إلى إنجلترا وقضى فيها أربع سنوات يدرس الحقوق ويقرأ مؤلفات الاشتراكيين مثل كارل ماركس وغيره، وعندما عاد إلى مصر كان رائد الحركة الاشتراكية وصاحب أول كتاب عن الاشتراكية في الوطن العربي، أصدر كلًّا من مجلة المستقبل والمجلة الجديدة، وتولى رئاسة مجلة الهلال لمدة ست سنوات، وشارك في تأسيس الحزب الاشتراكي المصري، وتُوُفِّيَ سنة 1958 عن عمر يناهز واحدًا وسبعين عامًا تاركًا خلفه عديدًا من المؤلفات مثل:
أحاديث إلى الشباب.
حياتنا بعد الخمسين.
فن الحياة.