العادات الجديدة والهوايات
العادات الجديدة والهوايات
لا سبيل أمامنا لإدخال العادات الإيجابية الجديدة في حياتنا إلا عن طريق امتلاك رغبة في التغيير، ولا تتحقق تلك الرغبة إلا بامتلاك إرادة للتغير، وهذه الإرادة لا تنشأ إلا بعد الاقتناع بضرورة التغيير في حياتنا، وإذا أردنا رسم رحلة التغيير في حياة إنسان يريد التخلص من عادة التدخين مثلًا، فسنبدأ المرحلة الأولى بجعل هذا الإنسان يكتب -بشكل مفصل كل يوم- الأسباب التي تدفعه إلى التخلص من تلك العادة، حتى تتكون لديه القناعة بضرورة أن يغير من نفسه، فيدخل بعدها المرحلة الثانية وهي تكوّن رغبة عامة لديه في التغير، لتبدأ بعدها -رويدًا رويدًا- المرحلة الثالثة، وهي المرحلة التي تُحوِّل الرغبة في التغيير إلى إرادة تجعل الفرد يتوقف عن عادته بشكل متقطع حتى يتوقف عنها فجأة، وضروري أن نُلحِق بهذا التوقف مرحلةً رابعةً، نشغل فيها وقت الفراغ الذي تركته العادةُ القديمةُ بعادةٍ جديدةٍ مفيدةٍ، حتى نقطع أي سبيل لعودته إلى تلك العادة القديمة.
أما عن الهوايات فقد أصبحت الآن من ضرورات حياتنا المعاصرة، لأن كثيرًا منا يعملون أعمالًا يكرهونها ولا يرضونها إلا لأنهم يحققون منها الكسب لا غير، ولكنهم في أعماقهم يملكون رغبات أخرى منعتهم الظروف من تحقيقها، وهذه الرغبات ما زالت موجودة في عقولهم الباطنة، وتجمح من وقت لآخر فتعطلهم عن أعمالهم، في حين كان يمكنهم أن يلبوا نداء تلك الرغبات، ويفرغوا طاقاتهم السلبية المتكونة خلال أعمالهم عن طريق ممارسة هوايات تحقق رغباتهم الباطنة، وتحقق لهم التوازن النفسي ليمارسوا أعمالهم التي يتكسبون منها بسعادة وراحة بال.
الفكرة من كتاب الشخصية الناجعة
إذا نظرنا إلى شخص ورأيناه قادرًا على التعامل مع كثير من البشر وحل كثير من المشكلات دون تردد أو خوف من الفشل، قلنا إنه يملك شخصية قوية، لا ذكاءً عاليًا، وذلك لأن الشخصية تختلف تمامًا عن الذكاء، فيمكن لشخصين أن يتساويا في مستوى الذكاء، لكننا نجد أحدهما أكثر جاذبية من الآخر في عمله وطريقة تفاعله مع الآخرين، وذلك لأنه أقوى شخصية من الآخر، لا أكثر ذكاءً.
والكاتب هنا يعرض الشخصية على أنها خاصية اجتماعية مكتسبة يمكن للإنسان تنميتها وتحسينها حتى تبرز، فشخصية المرء كبصمة يده، لا يمكن أن تتكرر عند أي إنسان آخر، وكل ما عليه أن ينميها ويتجاوز بها العوائق التي ستواجهه خلال ذلك، عن طريق اتباع درجات الشخصية التي وضعها الكاتب، وتطبيق تمارين تقوية الشخصية، حتى يُبرز الفرد شخصيته ويصل بها إلى النجاح والتميز.
مؤلف كتاب الشخصية الناجعة
سلامة موسى: صحفي ومفكر مصري ولد عام 1887م في محافظة الشرقية، وسافر إلى فرنسا وقضى فيها ثلاث سنوات التقى فيها عديدًا من الفلاسفة والمفكرين الغربيين، ثم انتقل بعدها إلى إنجلترا وقضى فيها أربع سنوات يدرس الحقوق ويقرأ مؤلفات الاشتراكيين مثل كارل ماركس وغيره، وعندما عاد إلى مصر كان رائد الحركة الاشتراكية وصاحب أول كتاب عن الاشتراكية في الوطن العربي، أصدر كلًّا من مجلة المستقبل والمجلة الجديدة، وتولى رئاسة مجلة الهلال لمدة ست سنوات، وشارك في تأسيس الحزب الاشتراكي المصري، وتُوُفِّيَ سنة 1958 عن عمر يناهز واحدًا وسبعين عامًا تاركًا خلفه عديدًا من المؤلفات مثل:
أحاديث إلى الشباب.
حياتنا بعد الخمسين.
فن الحياة.