الدرجات الابتدائية للشخصية
الدرجات الابتدائية للشخصية
لطول القامة أو قصرها، وغلظة الملامح أو بشاشتها، والصفات الجسدية بشكل عام دور كبير في الانطباعات التي يكونها الآخرون عنا وعن شخصياتنا، وهي انطباعات تستمر لفترة قصيرة حتى يعرفونا بشكل فعلي، لكنها أيضًا انطباعات خارجة عن إرادتنا ولا نملك أن نسيطر عليها، عكس ملابسنا التي نستطيع أن نسيطر عليها، وهي الدرجة الأولى في سبيل تقديم شخصياتنا بالشكل الذي نريد، فالمجتمع يحترم كل من يهتم بهندامه وشكله، وفوق هذا فإن الملابس لا تؤثر في الآخرين فقط، بل يمتد تأثيرها إلى صاحب الملابس نفسه، إذ تتغير شخصياتنا بتغير الملابس التي نرتديها، فمن ارتدى الرثّ من الملابس شعر بالهوان، ومن ارتدى الجديد الأنيق من الملابس شعر بالفخر والإعجاب بنفسه.
ثاني درجة من درجات الشخصية هي اللغة التي نستخدمها والصوت الذي نتحدث به، فاللغة يجب أن تكون عذبة لبقة مرتبة ترتيبًا منطقيًّا، وألفاظها منتقاة بعناية، أما الصوت فيجب أن يكون صريحًا واضحًا، ولنصل إلى تلك الدرجة يمكننا أن نسجل لأنفسنا تسجيلًا صوتيًّا ونعيد الاستماع له لننقد طريقة حديثنا والعيوب الموجودة فيها لنحسن من طريقة كلامنا، ويمكن أيضًا أن نطلب من صديق نثق برأيه أن يقدم إلينا هذا النوع من النقد.
وثالث درجة للشخصية هي أداء الخدمات، فبنمو شخصياتنا تنمو قدراتنا على أداء الخدمات الخاصة سواء لأنفسنا أم لغيرنا، وهذه القدرة تعد مقياسًا جيدًا للشخصيات، فنحن إذا أردنا الاستعانة بشخص ما، فأول ما ننظر إليه هو قدرته على أداء الخدمات للغير، وبالوصول إلى هذه الدرجة من درجات بناء الشخصية نكون قادرين على الاختلاط بمزيد من الناس وتحمل مزيد من المسؤوليات الاجتماعية مما يساعدنا على تنمية شخصياتنا.
الفكرة من كتاب الشخصية الناجعة
إذا نظرنا إلى شخص ورأيناه قادرًا على التعامل مع كثير من البشر وحل كثير من المشكلات دون تردد أو خوف من الفشل، قلنا إنه يملك شخصية قوية، لا ذكاءً عاليًا، وذلك لأن الشخصية تختلف تمامًا عن الذكاء، فيمكن لشخصين أن يتساويا في مستوى الذكاء، لكننا نجد أحدهما أكثر جاذبية من الآخر في عمله وطريقة تفاعله مع الآخرين، وذلك لأنه أقوى شخصية من الآخر، لا أكثر ذكاءً.
والكاتب هنا يعرض الشخصية على أنها خاصية اجتماعية مكتسبة يمكن للإنسان تنميتها وتحسينها حتى تبرز، فشخصية المرء كبصمة يده، لا يمكن أن تتكرر عند أي إنسان آخر، وكل ما عليه أن ينميها ويتجاوز بها العوائق التي ستواجهه خلال ذلك، عن طريق اتباع درجات الشخصية التي وضعها الكاتب، وتطبيق تمارين تقوية الشخصية، حتى يُبرز الفرد شخصيته ويصل بها إلى النجاح والتميز.
مؤلف كتاب الشخصية الناجعة
سلامة موسى: صحفي ومفكر مصري ولد عام 1887م في محافظة الشرقية، وسافر إلى فرنسا وقضى فيها ثلاث سنوات التقى فيها عديدًا من الفلاسفة والمفكرين الغربيين، ثم انتقل بعدها إلى إنجلترا وقضى فيها أربع سنوات يدرس الحقوق ويقرأ مؤلفات الاشتراكيين مثل كارل ماركس وغيره، وعندما عاد إلى مصر كان رائد الحركة الاشتراكية وصاحب أول كتاب عن الاشتراكية في الوطن العربي، أصدر كلًّا من مجلة المستقبل والمجلة الجديدة، وتولى رئاسة مجلة الهلال لمدة ست سنوات، وشارك في تأسيس الحزب الاشتراكي المصري، وتُوُفِّيَ سنة 1958 عن عمر يناهز واحدًا وسبعين عامًا تاركًا خلفه عديدًا من المؤلفات مثل:
أحاديث إلى الشباب.
حياتنا بعد الخمسين.
فن الحياة.