طبيعة الشخصية
طبيعة الشخصية
يمكن تعريف الشخصية بأنها القدرة على السلوك الاجتماعي، وغايتها التأثير، فالمحامي الذي درس قضيته بعناية سيكون موقفه سيئًا حين يعرضها إن كان لا يتحلى بشخصية قوية، على العكس من محامٍ أقل ذكاءً لكنه أقوى شخصية، فسيعرض قضيته بشكل جيد مما يجعل تأثيره في من حوله أقوى من المحامي الأول.
وأول طبيعة من طبائع الشخصية أنها خاصية اجتماعية، أما الطبيعة الثانية فهي أن كل شخصية مميزة كبصمة اليد، أي إن لكل إنسان شخصية لا يمكن للآخر أن يقلده فيها، والشخصية تتكون حسب المجتمع الموجودة فيه، وليس للذكاء دور في هذا التكون، فالذكاء هو القوى التي تحرك مركب حياتنا، لكن الشخصية هي الدفة التي توجه هذا المركب، ومثال ذلك توأم يملك معدل الذكاء نفسه، لكن الأول تربى في بيئة علمية والثاني كبر في بيئة إجرامية، فمن البدهي أن الأول سيكبر ليصير عالمًا والثاني سيكبر ليصير مجرمًا، فرغم تساوي ذكاءيهما، لعب المجتمع والبيئة دور الدفة التي وجهت شخصيتيهما إلى تلك الجهات.
وتوجد طبيعة أخرى من طبائع الشخصية، وهي أنها تحتاج إلى نوع معين من الفيتامينات يدعى المسؤولية لكي تنمو، فتلك المسؤوليات التي نحملها تجاه الآخرين والأشياء من حولنا في حياتنا هي ما يطور شخصياتنا، لأن تلك المسؤوليات هي ما يضع أمامنا عقبات نحتاج إلى تجاوزها بالبحث عن حلول مناسبة، وخلال ذلك نكتشف أخطاءنا ونعدل من أنفسنا، ومن هنا يأتي التطور والنمو في الشخصية التي تنمو بازدياد القدرة على تحمل المسؤولية.
الفكرة من كتاب الشخصية الناجعة
إذا نظرنا إلى شخص ورأيناه قادرًا على التعامل مع كثير من البشر وحل كثير من المشكلات دون تردد أو خوف من الفشل، قلنا إنه يملك شخصية قوية، لا ذكاءً عاليًا، وذلك لأن الشخصية تختلف تمامًا عن الذكاء، فيمكن لشخصين أن يتساويا في مستوى الذكاء، لكننا نجد أحدهما أكثر جاذبية من الآخر في عمله وطريقة تفاعله مع الآخرين، وذلك لأنه أقوى شخصية من الآخر، لا أكثر ذكاءً.
والكاتب هنا يعرض الشخصية على أنها خاصية اجتماعية مكتسبة يمكن للإنسان تنميتها وتحسينها حتى تبرز، فشخصية المرء كبصمة يده، لا يمكن أن تتكرر عند أي إنسان آخر، وكل ما عليه أن ينميها ويتجاوز بها العوائق التي ستواجهه خلال ذلك، عن طريق اتباع درجات الشخصية التي وضعها الكاتب، وتطبيق تمارين تقوية الشخصية، حتى يُبرز الفرد شخصيته ويصل بها إلى النجاح والتميز.
مؤلف كتاب الشخصية الناجعة
سلامة موسى: صحفي ومفكر مصري ولد عام 1887م في محافظة الشرقية، وسافر إلى فرنسا وقضى فيها ثلاث سنوات التقى فيها عديدًا من الفلاسفة والمفكرين الغربيين، ثم انتقل بعدها إلى إنجلترا وقضى فيها أربع سنوات يدرس الحقوق ويقرأ مؤلفات الاشتراكيين مثل كارل ماركس وغيره، وعندما عاد إلى مصر كان رائد الحركة الاشتراكية وصاحب أول كتاب عن الاشتراكية في الوطن العربي، أصدر كلًّا من مجلة المستقبل والمجلة الجديدة، وتولى رئاسة مجلة الهلال لمدة ست سنوات، وشارك في تأسيس الحزب الاشتراكي المصري، وتُوُفِّيَ سنة 1958 عن عمر يناهز واحدًا وسبعين عامًا تاركًا خلفه عديدًا من المؤلفات مثل:
أحاديث إلى الشباب.
حياتنا بعد الخمسين.
فن الحياة.