دور الجينات في الخروج من منطقة راحتنا
دور الجينات في الخروج من منطقة راحتنا
هل يمكن أن يكون هناك عامل خارجي مؤثر في قدرتنا على الخروج من دائرة راحتنا؟ وهل يمكن أن تلعب الجينات دورًا في ذلك الأمر؟ للإجابة عن ذلك السؤال سنحتاج إلى معرفة دور الجينات في تكوين الشخصية.
إن الجينات التي نرثها من الأم والأب تعطي استعدادًا فطريًّا لسلوك معين أو مخاوف محددة، ولكنها لا تورث الصفة نفسها، فمثلًا يرث الطفل الذكاء من والديه بنسبة 50%، ولكن التأثير التعليمي يمكن أن يتغلب على التأثير الجيني، سواء كان إيجابيًّا أم سلبيًّا.
كما تلعب الجينات دورًا في توارث الأمراض النفسية، ولكن البيئة والتربية هي التي تحدد في النهاية احتمالية الإصابة بتلك الأمراض، إلى جانب إرادة المرء ورغبته في التعلم وتطوير عقله اللا واعي، ومع ذلك فثمة عوامل أخرى تؤثر في قدرة المرء على الخروج من منطقة راحته.
فبجانب العوامل الجينية، والبيئية، وطريقة تفكير الفرد ونظرته إلى الأمور، يوجد عاملان آخران مهمان جدًّا للخروج من منطقة الراحة، وهما: المرونة، والخوف.
فالشخص المرن هو الذي يتقبل التغيير بسهولة، فتجده يتكيف بسرعة مع التحولات في حالته المادية، وإذا واجه صعوبات في حياته الزوجية فإنه يسعى إلى تصحيح الأوضاع، ولا يستسلم للطلاق بسهولة، على عكس الأشخاص الصعاب الذين يلقون باللوم على الظروف والعالم بأسره إذا حدث لهم مكروه.
والعامل الثاني المؤثر في الخروج من منطقة الراحة هو الخوف، والخوف في حد ذاته شعور فطري مفيد لحماية أنفسنا، وبقائنا على قيد الحياة، الخوف هو ما يدفعنا إلى الركض عند مواجهة حيوان مفترس، ولكن عندما تتجاوز مشاعر الخوف حدها الطبيعي فتتحول إلى “فوبيا”، وقتها ستنقلب إلى عدو لك يمنعك من النمو والتطور، ومن ثم الخروج من منطقة راحتك.
ولا يوجد حل سحري للتغلب على الخوف، فالطريقة الوحيدة للتغلب على الخوف هي فعل الشيء الذي تخشى فعله، لأن الخوف شعور، وحتى نغير شعورنا يجب أن نغير طريقة تفكيرنا ورؤيتنا للأشياء.
الفكرة من كتاب تبدأ الحياة خارج منطقة راحتك
هل تعلم لماذا تختار دومًا كوبًا معينًا لشرب القهوة في كل مرة؟ وما الدافع وراء حفاظك على نمط ثابت من الألوان في ثيابك؟ ولماذا -عندما تذهب إلى مطعم- تطلب الأطباق نفسها التي طلبتها مئات المرات؟
إنها منطقة راحتك يا عزيزي، تلك المنطقة التي يتشبث بها عقلك اللا واعي خوفًا من تجربة أي شيء جديد وغير مألوف لديه، إنه الشعور الزائف بالسعادة والاستقرار الذي يقنعك به عقلك الباطن عندما تعتاد مرارًا وتكرارًا فعل الشيء نفسه.
حسنًا، كيف يمكن التغلب على ذلك الشعور بالتشبث بدائرة الراحة؟
قبل الإجابة عن ذلك السؤال سنحتاج أولًا إلى فهم كيفية عمل مخ الإنسان، وماذا يدور في باطنه يمنعنا من التحرر من القيود التي نضعها لأنفسنا، حتى نتمكن من تغيير عقليتنا ونظرتنا إلى الأمور من حولنا، ويصبح التغيير حينها سهلًا، ومن ثم يصبح الخروج من دائرة الراحة تلقائيًّا.
مؤلف كتاب تبدأ الحياة خارج منطقة راحتك
لبنى الحَو: هي كاتبة ومهندسة مصرية تشتهر بشغفها بالقراءة والطبخ، لديها صفحات على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي تحت عنوان “عالم لبنى الحو”، حيث تشارك تجاربها ونصائحها في تنظيم المنازل وترتيبها، بالإضافة إلى ذلك هي مؤلفة كتاب “بيت أنيق ودفتر تخطيط”، وتسعى دائمًا إلى مشاركة خبراتها المنزلية ومساعدة الأمهات في إدارة بيوتهن وتنظيمها، من مؤلفاتها:
بيت أنيق ودفتر تخطيط.