برمجة العقل الباطن بقوة التكرار
برمجة العقل الباطن بقوة التكرار
إذا تمكنت من التحكم في عقلك الواعي فسوف تتمكن من التحكم في عقلك الباطن، فمثلًا إذا أردت إقناع عقلك الباطن أنك لا تعاني فوبيا المرتفعات، فستحتاج إلى أن تكرر كثيرًا في عقلك الواعي عبارة: “أنا لا أعاني فوبيا المرتفعات”، وتعرف هذه الاستراتيجية باسم “قوة التكرار”.
تتأثر عقولنا بشكل كبير بالتكرار، فعندما نتعرض لشيء معين مرارًا وتكرارًا، يزداد احتمال تذكره والاستجابة له.
ويستفيد المسوقون من قوة التكرار من خلال تكرار رؤية العلامة التجارية أو الشعار أو الإعلانات أو رسائل التسويق بشكل متكرر، فعندما يتعرض الجمهور لهذه الرسائل مرارًا وتكرارًا، يُبنى الوعي والتعرف على العلامة التجارية وتزداد احتمالية اختيار المستهلكين لها.
لذا ينصح علماء النفس الأفرادَ بتجنب تكرار العبارات التشاؤمية التي يستقبلها العقل الباطن، ومن ثم يتقبلها حقيقةً واقعة، ومع الوقت يبدأ في مقاومة أفعال بعينها، لأن هذا مخالف للصورة الذهنية التي حُفرت في عقلك عن قدراتك وحدودك الشخصية.
وبدلًا من ذلك غير حوارك الداخلي مع ذاتك، وأعد تدريب عقلك على المعتقدات الإيجابية الجديدة التي ترغب في غرسها في نفسك، كأن تستخدم عبارة مثل “أنا ناجح” بدلًا من “أنا فاشل”.
إن الرسائل المتفائلة التي ستعتاد تكرارها، سوف تؤثر في نفسيتك ورؤيتك للأمور، ومن ثم ستصدق أن بإمكانك تحقيق إنجازات أكثر، وتزداد صلابتك النفسية، وعندئذٍ ستتمكن من الخروج من منطقة راحتك.
قد تقول الآن: حسنًا، سأغير الطريقة التي أتحدث بها مع نفسي، وستكون عباراتي أكثر تفاؤلًا، ولكنني لا أعرف بالضبط ما الذي أرغب فيه، وأفتقر إلى الشغف في حياتي.
إن الشغف رحلة متطورة، تتغير مع تقدمنا في العمر وتراكم الخبرات والتجارب، ولكي ترى شغفك بوضوح، فأنت بحاجة إلى شرارة قوية تدفعك نحو هذا الشغف، اقرأ في موضوعات متنوعة، وتعرف على أشخاص مختلفين عنك، خلال هذه الرحلة ستجد أشياء تستهويك وتلفت انتباهك، وبمرور الوقت ستبدأ تدريجيًّا في رؤية هدفك بوضوح، وستظهر أمامك عدة فرص واختيارات، ادخل من بابها وابدأ رحلتك.
الفكرة من كتاب تبدأ الحياة خارج منطقة راحتك
هل تعلم لماذا تختار دومًا كوبًا معينًا لشرب القهوة في كل مرة؟ وما الدافع وراء حفاظك على نمط ثابت من الألوان في ثيابك؟ ولماذا -عندما تذهب إلى مطعم- تطلب الأطباق نفسها التي طلبتها مئات المرات؟
إنها منطقة راحتك يا عزيزي، تلك المنطقة التي يتشبث بها عقلك اللا واعي خوفًا من تجربة أي شيء جديد وغير مألوف لديه، إنه الشعور الزائف بالسعادة والاستقرار الذي يقنعك به عقلك الباطن عندما تعتاد مرارًا وتكرارًا فعل الشيء نفسه.
حسنًا، كيف يمكن التغلب على ذلك الشعور بالتشبث بدائرة الراحة؟
قبل الإجابة عن ذلك السؤال سنحتاج أولًا إلى فهم كيفية عمل مخ الإنسان، وماذا يدور في باطنه يمنعنا من التحرر من القيود التي نضعها لأنفسنا، حتى نتمكن من تغيير عقليتنا ونظرتنا إلى الأمور من حولنا، ويصبح التغيير حينها سهلًا، ومن ثم يصبح الخروج من دائرة الراحة تلقائيًّا.
مؤلف كتاب تبدأ الحياة خارج منطقة راحتك
لبنى الحَو: هي كاتبة ومهندسة مصرية تشتهر بشغفها بالقراءة والطبخ، لديها صفحات على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي تحت عنوان “عالم لبنى الحو”، حيث تشارك تجاربها ونصائحها في تنظيم المنازل وترتيبها، بالإضافة إلى ذلك هي مؤلفة كتاب “بيت أنيق ودفتر تخطيط”، وتسعى دائمًا إلى مشاركة خبراتها المنزلية ومساعدة الأمهات في إدارة بيوتهن وتنظيمها، من مؤلفاتها:
بيت أنيق ودفتر تخطيط.