التعبير عن نفسك فكريًّا
التعبير عن نفسك فكريًّا
نأتي إلى العنصر الثالث وهو موضوعات المحادثة في المقابلة الأولى، وتقديم ذاتك إلى الآخرين فكريًّا، ويتم ذلك عن طريق معرفتك بثلاثة أمور: ترتيب الموضوعات وطريقة طرحها، وأسلوب مناقشة هذه الموضوعات، ومحتواها الفعلي.
نبدأ بأساسيات ترتيب الموضوعات، فعند حدوث المقابلة الأولى يبدأ النقاش مع الشخص بالتحدث أولًا عن البيئة المحيطة وأحوال الطقس وغيرها من المواضيع التمهيدية، ثم يبادر أحد الأشخاص ويطرح موضوعًا للتحدث، ثم يأتي الجانب الشائق من الحوار الذي يبدأ عندما يعرض كل شخص آراءه وأفكاره، وحتى لا تكون شخصًا مملًّا عليك أن تشارك في الحديث وتضيف معلومات وأفكارًا، وإذا لم تجد ما تشارك به من موضوعات أو لم تكن لديك فكرة عما يتحدث عنه الطرف الآخر، فلا تحاول تغيير الحديث، لأن هذا يعبر عن عدم اهتمامك، وإذا بدأت أنت بالحديث عن موضوع فلا تُطِل فيه كثيرًا حتى لا يشعر الآخر بالملل، ولكن اختصر وتحدث عن النقاط المهمة.
أما عن أساليب مناقشة الموضوعات، فتنقسم كالتالي: الأسلوب الأول: المشاركة: وهو من الطرائق الجذابة، إذ يتبادل فيه الطرفان الموضوعات ويكوّنان حوارًا متكافئًا. الأسلوب الثاني: إلقاء المحاضرات: وفيه يلعب أحد الطرفين دور الجمهور، فيكون مجبرًا على الاستماع، ويحدث هذا عندما يكون لدى الشخص رغبة في إطلاع الآخر على المعلومات وإظهار الذكاء والثقافة، وهذا الأسلوب يجعل الآخر يظن أن الشخص متباهٍ مغرور لا يعطي لغيره فرصة للتحدث. الأسلوب الثالث: سرد الحكايات: وفيه ينقل الشخص الأحداث والتجارب والقصص الطويلة دون إشراك المستمع معه. الأسلوب الرابع: الوعظ: وفيه يحاول الشخص الإقناع بآرائه ومعتقداته دون معرفة رأي الآخر. ونجد مما سبق أن أسلوب المشاركة هو أفضل الأساليب لترك انطباع جيد.
أما عن محتوى الموضوعات فيمكنك مناقشة أي موضوع ما دمت تشارك الآخر فيه وتنتقل بسلاسة بين الموضوعات، ولكن تجنب الموضوعات الحساسة كالموضوعات الدينية والسياسية، وتجنب الموضوعات التافهة التي لا تمثل أهمية للآخر.
الفكرة من كتاب الانطباعات الأولى: ما لا تعرفه عن الطريقة التي يراك بها الآخرون
كثيرًا ما تجمعنا المواقف بأشخاص نشعر تجاههم بالإعجاب ونهتم بهم، ونود لو نعمل معهم أو نخالطهم أكثر، ولعل السبب في ذلك هو الانطباع الأول الجيد الذي أخذناه عنهم.
إن الانطباع الأول أمر في غاية الأهمية، فهو يحدد نظرة الناس إلينا، وقرارهم في ما إذا كانوا سيتقربون منا أكثر أم سينفرون منا، وعلى الرغم من أن الانطباعات الأولى قد تكون زائلة، فقد تؤثر في حياتنا، لأنها تربطنا أو تذكرنا دائمًا بالأشخاص.
غالبًا ما يتساءل أكثر الناس عن الطريقة التي يراها بهم الآخرون وما إذا كانوا يرغبون في التحدث معهم مجددًا أم لا، في هذا الكتاب سنجيب عن هذه الأسئلة من خلال التحدث عن كيفية تكوّن الانطباع الأول، وكيفية تكوّن انطباع أول مثالي عند الآخرين، وطريقة تعديل أسلوبنا لترك انطباع جيد.
مؤلف كتاب الانطباعات الأولى: ما لا تعرفه عن الطريقة التي يراك بها الآخرون
آن ديماري وفاليري وايت: هما مؤسستا شركة first impression inc، وهي شركة تعمل على مساعدة العملاء على فهم الطريقة التي يفهمهم بها الآخرون في المواقف المختلفة، كما تساعد القادة ومديري الشركات على فهم مهارات القيادة.