ما بين السعادة والشغف.. أيهما يظلُّ؟
ما بين السعادة والشغف.. أيهما يظلُّ؟
أينما وُجدت الحياة، وُجد الحزن، وبالحزن عرفنا قيمة الفرح، وليس هناك شخصٌ إلا ومرَّ بحالات حزنٍ وخسارة، سواء فِراق أحبّةٍ، أو خسارة مالٍ أو وظيفة، أو غير ذلك، وإننا لا نستطيع منع هذا الحزنٌ بالطبع لأنه قدرُنا، لكن يُمكننا التعامل معه.
ففي دراسة قامت بها طبيبة نفسية تُدعى “إليزابيث كوبلر روس” عام 1969م، قدمت فيها نظرية سُميت بـ”مراحل الحزن الخمس” تكونت من: الإنكار؛ حيث لا يصدق الشخص ما قد حدث له، وينكره، والغضب؛ وهو السخط المُصاحب للإنكار، إذ يتساءل الشخص لماذا يحدث هذا الأمر له؟ ولماذا هو بالذات؟ والمساومة؛ وهي أن يتمنى الشخص لو أنه يفعل أي شيء حتى ولو كان مستحيلًا فقط أن يعود الوضع كما كان، كأن يقول: “لو عاد ذلك الشيء أو ذلك الشخص أعد بأني سأتغير”، والاكتئاب؛ وهو الدخول في مرحلة اليأس، وعدم الاستعداد لتقبُّل الأمر وفعل أي شيء، والقبول؛ أي بداية التعامل مع الأمر وتقبُّله، والاستعداد لفصل جديد من الحياة.
عليك أن تتعامل مع الحزن، بأن تدع له وقته، فلا تضغط على نفسك لمهاجمته ومحاولة الهروب منه، عليك تقبُّله، فهو كالضيف، لا تدوم إقامته، كما علينا تقبُّل فكرة أن السعادة ليست دائمة، لذا علينا ألَّا نتخذ السعادة معيارًا أو هدفًا نسعى إليه، إنما نتخذ الشغف، وتكفينا الحكمة القائلة: “ابحث عن شغفك، فالشغف هو ما سيبقى لك، حتى في أوقات حزنك”.
الفكرة من كتاب 8 أشخاص لا بدَّ أن تتخلَّص منهم
دائمًا ما نحتاج إلى ما يُجدِّد حياتَنا وأرواحَنا في كل فترة، فعندما ننشغل، أو نمرُّ بلحظاتٍ سيِّئة، نُصبح عالقين وعاجزين عن المُضيِّ قدمًا، ورغم أنَّ العلاجَ دائمًا ما يكون بداخلنا، فإن الحياة بطبيعتها تستلزِم تجديدًا لكلّ شيء، حتى لعلاقتنا مع أنفسنا.
هذا الكتاب كالرفيق الذي يشعر بك، يمرُّ بكل لحظاتك وأهدافك، ويُخبرك كيف تكون قادرًا على أن تمضي إلى الأمام، وتعود كما كنتُ، بل وأفضل مما كنت عليه.
مؤلفة كتاب 8 أشخاص لا بدَّ أن تتخلَّص منهم
تهاني الهاجري: كاتبة وصحفية، حاصلة على بكالوريوس إدارة الأعمال والمحاسبة، أنهت دراستها العليا في تخصُّص الأعمال الدولية والمالية في المملكة المتحدة، وهي ناشطة في حقوق المرأة، كما أنها خريجة برنامج الزائر الدولي القيادي (المجتمع المدني) في الولايات المتحدة الأمريكية في سبتمبر 2014.
ومن أعمالِها: كتاب “لا تعش حياةَ شخصٍ آخر”، ولها عمود أسبوعي بعنوان “مع حبي” في جريدة الراية.