إدارة الروح

مع تصاعد حدة الصراعات، أصبح على الإدارة تغيير نهجها، وكان ذلك من خلال الاهتمام المتزايد بالعواطف الإنسانية وعلم النفس، على اعتقاد أن ذلك سيكشف أسرار الطبيعة الإنسانية، ويوفر للرأسمالية مزيدًا من السيطرة، وتحولت الجهود إلى محاولات فهم السلوك الإنساني، إذ بدأ “مايو | Mayo” وآخرون في محاولة تشكيل الشخصية البشرية، وكان الاهتمام بدراسة السلوك البشري ذا أهمية قصوى، إذ كانت مهمة الإدارة تتمثل في تأديب المتمردين ورافضي الانقياد، واعتبرتهم مصابين بأمراض نفسية، وتدخلت الإدارة الآن في تنظيم الروح البشرية وليس في العمل فقط، وبما أن الإدارة تسيطر على عملية الإنتاج، فكان شاغلها الأهم هو زيادة الربح، وأصبحت السيطرة المباشرة على الإنتاج مركزًا للتوجه الرأسمالي الحديث.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

أدت هذه التحولات إلى تطور علاقة الرأسمالية والإدارة مع العمل بشكل أكثر حدة، فعلى الرغم من أن الإدارة قدمت نفسها للعمالة على أنها قوة منظمة للإنتاج، فإن نظريات الإدارة كانت تدور بشكل كبير حول الاستعباد، وكيفية السيطرة على العمالة والثورة؛ سعيًا وراء الربح، وسرعان ما نتج عن هذا الهوس لاستعباد العمالة مقاومة من طرفها، وظهرت هذه المقاومة في التنظيمات النقابية للعمال، وهجومها الحاد على نظام التعاقد المفتوح، ومحاولاتها تعطيل عملية الإنتاج، مما وضع الرأسمالية في مأزق صعب، وكان على عقلية الإدارة رغمًا عنها أن تهدم الاعتقاد بأن المدير هو الفائز في عملية الانتخاب الداروِنية، وله حق استعباد العمالة، وكان ذلك من خلال تمكين العمال والسماح لهم بزيادة مستواهم، كما تمركزت الإدارة الجديدة حول العلاقات، أي إنه أصبح على المديرين التواصل مع مجموعات مختلفة من الطبقات والفئات، إذا أرادوا صعود سلم الشركة وتحقيق النجاح البيروقراطي، ومن هنا برزت أهمية الاتصال بين الجهات الحاكمة وباقي الأفراد.

قدمت الإدارة نفسها بوصفها قوة منظمة للإنتاج، واحتياجًا أساسيًّا لتنظيم السوق، أو هذا ما كان ظاهرًا حينها، إذ تَمثل جوهر الإدارة في شن الحرب على الطبقة العاملة، وزيادة السيطرة على السوق، وعلى الرغم من كل ما تلقناه عن العلوم الإدارية، فإن هذا الجانب المظلم غالبًا ما يُنسى، أو بالأحرى يُتناسى.

فما الجانب المظلم من تاريخ الإدارة؟ ومن وراء ظهور الإدارة بوصفها منهجًا للسوق؟ وكيف كان الوضع قبلها؟ وهل للنظام الرأسمالي دور في خلق الإدارة؟ يجيب كتابنا عن هذه الأسئلة وغيرها الكثير. 

جيرارد هانلون: محاضر في مادة العلوم الإدارية بكلية الملكة ماري، جامعة لندن، وله عدة أبحاث تشمل نظريات علم الاجتماع، وطبيعة المجتمعات السوقية، والعلاقة بين الدولة والسوق، والاقتصاد السياسي، والمنظمات المهنية، وعلم الاجتماع الصناعي، وله مؤلفات عدة، أهمها:

Lawyers, the State and the Market: Professionalism Revisited
The Commercialisation of Accountancy: Flexible Accumulation and the Transformation of the Service Class
ملحوظة: لا توجد ترجمة عربية لهذا الكتاب.