من الحرف إلى الصناعة

مع بداية القرن العشرين، أدى صراع العمال ورأس المال إلى تغير التركيب الطبقي للعمال، وذلك من خلال السيطرة على وسائل الإنتاج كما أوضحنا من قبل، ومع اختفاء العمال الحرفيين ظهر شكل جديد من العمالة، وهو العامل الصناعي، الذي جعل العمل أولوية في نمط حياته، وزاد من قيمة الأجور والاستهلاك، ومع تغير عقلية العمال تحول الصراع إلى الأجور، بدلًا من محاولة استعادة السيطرة على عملية الإنتاج وتحديد قيمته، وقاوم عمال الصلب هذه العقلية لفترة من الوقت، إذ أرادوا فصل الأجور عن الإنتاجية،

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

كما كان العمال أكثر تمردًا من قادتهم، إذ نظموا أنفسهم من خلال  إنشاء منظمات وتجمعات تحمل ألقابًا مثل: احتياجات المستهلك، والرهون العقارية، ولكن على الجانب الآخر زادت قيمة العمالة بالنسبة إلى رأس المال، وهو ما حاولت الرأسمالية التخلي عنه من خلال التوسع في محاولات استبدال العمالة لتحل التكنولوجيا محلها.

وفشلت نظريات الإدارة في تقديم الحلول حين رفض العمال المزيد من الأرباح التي حصلوا عليها مقابل استعبادهم في المصنع، كما رفضوا قواعد الانضباط الجديد، واتجه العمال إلى التخلي عن الانضباط واختاروا الهرب أو الاستهلاك، وظلت الشركات تحاول الحد من اعتمادها على العمالة، فكما نرى كان ظهور طبقة عمال المصنع يتطلب نوعًا جديدًا من الإدارة من قبل الدولة والشركات البيروقراطية، لأن الموضوعية والحافز كما مثَّلا جوهرًا مهمًّا للإدارة حينها، فقد جسدا الاستعباد المتزايد للعمالة مقابل رأس المال، كما اعتمدت الإدارة على التلاعب بالعمال، إذ زادت أشكال التنظيم والسيطرة من خلال التكنولوجيا والروتين والإجراءات المكررة، وأصبح التنظيم عرضة لما أُطلق عليه الشكل العلمي للتحكم الفني والبشري، واهتمت التنمية الرأسمالية بالتخطيط والأرباح، وتركت جانب التخطيط الإداري للتركيز على العمال والصراعات الطبقية.

قدمت الإدارة نفسها بوصفها قوة منظمة للإنتاج، واحتياجًا أساسيًّا لتنظيم السوق، أو هذا ما كان ظاهرًا حينها، إذ تَمثل جوهر الإدارة في شن الحرب على الطبقة العاملة، وزيادة السيطرة على السوق، وعلى الرغم من كل ما تلقناه عن العلوم الإدارية، فإن هذا الجانب المظلم غالبًا ما يُنسى، أو بالأحرى يُتناسى.

فما الجانب المظلم من تاريخ الإدارة؟ ومن وراء ظهور الإدارة بوصفها منهجًا للسوق؟ وكيف كان الوضع قبلها؟ وهل للنظام الرأسمالي دور في خلق الإدارة؟ يجيب كتابنا عن هذه الأسئلة وغيرها الكثير. 

جيرارد هانلون: محاضر في مادة العلوم الإدارية بكلية الملكة ماري، جامعة لندن، وله عدة أبحاث تشمل نظريات علم الاجتماع، وطبيعة المجتمعات السوقية، والعلاقة بين الدولة والسوق، والاقتصاد السياسي، والمنظمات المهنية، وعلم الاجتماع الصناعي، وله مؤلفات عدة، أهمها:

Lawyers, the State and the Market: Professionalism Revisited
The Commercialisation of Accountancy: Flexible Accumulation and the Transformation of the Service Class
ملحوظة: لا توجد ترجمة عربية لهذا الكتاب.