القرن التاسع عشر وبداية النهاية

كانت الصفات المميزة للحياة في بداية القرن التاسع عشر قائمة على الإيمان بفضيلة العمال، وأهمية الاستقلال الفردي والحياة العائلية، كما تميزت بقبول القوى السوقية مع حجم طبيعتها التآكلية التوسعية، ورمزت هذه الصفات إلى الرغبة في استقلال المواطن وضمان حريته من تأثيرات صناديق الاقتراع وأهواء السياسيين، وتمثلت هذه الاستقلالية في الأرض والمهارات الحرفية، وهو ما سمح للعمال بمقاومة الجهات التي تولي مصلحتها الذاتية الأهمية، ومع نهاية القرن التاسع عشر حل الأجر مكان الاستقلال، إذ تم الاستيلاء على أراضي السكان الأصليين، وتدمير طرائق حياتهم، وكلما زادت المساحة المستهلكة، تحولت العلاقات الأخلاقية بين السكان المحليين إلى علاقات رأسمالية توسعية، تستغل مواطنيها لتحقيق مزيد من الربح، ومن المهم كذلك ملاحظة أن وسائل النقل والبنية التحتية لعبت دورًا مهمًّا في عملية تقويض الاقتصاد الأخلاقي، فكما وضح “تومسون | Thompson”، حدث تحول من الاقتصاد الاستخدامي إلى التبادلي، ومن السعر العادل إلى سعر السوق.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

كما ولد تقسيم العمل ثلاث فوائد مهمة للرأسمالية، وهي: زيادة ذكاء العامل، إذ يركز الآن على مهمة واحدة صغيرة، وتوفير الوقت، من خلال تجميع العمال في مكان واحد عُرف بالمصنع، وأخيرًا: استبدال التكنولوجيا بالعمال، وقد أدى هذا إلى زيادة السيطرة على العمال، ومنح القوة لرأس المال بدلًا من العمالة، كما خلق تقسيم العمل أشكالًا جديدة من الخضوع والاعتماد على السلطة، إذ أصبحت حياة العمال مملة ومكررة، وتم الاستيلاء على معرفتهم، ما جعلهم قابلين لاستبدال الآلات والعمال الأرخص بهم، ما أخل بالترتيب الهرمي، وحول العمالة إلى مشكلة سياسية واجتماعية، ومن الجدير بالذكر أن هذا الصراع حول السيطرة على وسائل الإنتاج وتنظيمه وتحديد قيمته يمثل أساسًا للرأسمالية.

قدمت الإدارة نفسها بوصفها قوة منظمة للإنتاج، واحتياجًا أساسيًّا لتنظيم السوق، أو هذا ما كان ظاهرًا حينها، إذ تَمثل جوهر الإدارة في شن الحرب على الطبقة العاملة، وزيادة السيطرة على السوق، وعلى الرغم من كل ما تلقناه عن العلوم الإدارية، فإن هذا الجانب المظلم غالبًا ما يُنسى، أو بالأحرى يُتناسى.

فما الجانب المظلم من تاريخ الإدارة؟ ومن وراء ظهور الإدارة بوصفها منهجًا للسوق؟ وكيف كان الوضع قبلها؟ وهل للنظام الرأسمالي دور في خلق الإدارة؟ يجيب كتابنا عن هذه الأسئلة وغيرها الكثير. 

جيرارد هانلون: محاضر في مادة العلوم الإدارية بكلية الملكة ماري، جامعة لندن، وله عدة أبحاث تشمل نظريات علم الاجتماع، وطبيعة المجتمعات السوقية، والعلاقة بين الدولة والسوق، والاقتصاد السياسي، والمنظمات المهنية، وعلم الاجتماع الصناعي، وله مؤلفات عدة، أهمها: 

Lawyers, the State and the Market: Professionalism Revisited
The Commercialisation of Accountancy: Flexible Accumulation and the Transformation of the Service Class
ملحوظة: لا توجد ترجمة عربية لهذا الكتاب.