رؤية الولايات المتحدة وصديقتها إسرائيل للسلام
رؤية الولايات المتحدة وصديقتها إسرائيل للسلام
على مر التاريخ فعلت أمريكا ما يناسبها دون أي احترام لقرارات الأمم المتحدة أو محكمة العدل الدولية، وقد كان أي استدعاء دولي للولايات المتحدة الأمريكية لتحقيق عمليات السلام بلا استجابة فعلية، ففي عام 1997م رفضت الولايات المتحدة الأمريكية ما حكمت به منظمة التجارة العالمية ضد العقوبات على كوبا، ورفضت قرار المحكمة الدولية بمنع الإرهاب الدولي ضد نيكاراجوا، وساند الولايات المتحدة في الرفض إسرائيل وميكرونيزيا، وألبانيا.
وبعد عدة تدخلات من الأمن الدولي لوضع قوانين تفصل بين إسرائيل وفلسطين، وتحتفظ بمبدأ الأرض مقابل السلام، لم تحترم إسرائيل تلك القرارات، ولم تطبق أيًّا منها في الحقيقة، فبعد شهرين من مفاوضات كامب ديفيد انهارت محادثات السلام، وبدأ العنف بشكله الصريح، إذ فوضت حكومةُ باراك شارونَ بزيارة إلى المسجد الأقصى، في حماية ألف شرطي إسرائيلي في يوم الخميس 28 سبتمبر عام 2000م، وفي اليوم التالي في أثناء خروج آلاف المصلين من المسجد حدثت اشتباكات عنيفة، نتج عنها مقتل ستة فلسطينيين وجرح أكثر من مئتين.
وفي أكتوبر عام 2000م، دعا مجلس الأمن الدولي إسرائيل إلى الالتزام بمسؤولياتها القانونية التابعة لميثاق جنيف الرابع، وحينها امتنع كلينتون عن التصويت، وتصاعد العنف، فقتلت طائرات هليكوبتر عسكرية أمريكية -يقودها طيارون إسرائيليون- الفلسطينيين في غزة، وقصفت الوحدات السكنية، واغتيلت الرموز السياسية، واستمرت الولايات المتحدة الأمريكية في إرسال الطائرات العسكرية إلى إسرائيل على الرغم من علمها أن الطائرات تستخدم لقتل المدنيين الفلسطينيين.
وبما أن الفلسطينيين شعب ليس لديه قوة من أي نوع، فليس لديه أي حقوق، ويشهد التاريخ على دعم الولايات المتحدة الأمريكية لإسرائيل عسكريًّا واقتصاديًّا ودبلوماسيًّا ضد فلسطين، إذ إنها كثيرًا ما ظلت صامتة أمام جرائمها الوحشية ضد المدنيين العُزل الفلسطينيين.
الفكرة من كتاب أوهام الشرق الأوسط
لطالما كان الشرق الأوسط مطمعًا للقوى الخارجية لتحقيق مصالحها الاقتصادية والسياسية، ومع غياب أي رادع للاعتداء الغربي والصهيوني، ساهمت الحروب والتدخلات الخارجية في الشرق الأوسط في إفقاره وتهميشه، إذ توجد حرب واسعة تُشن ضده، من إنزال القوات العسكرية وحتى السيطرة الإعلامية وتزييف وعي الجماهير، وأينما تذهب عيناك في هذا الجزء من العالم ترى قمعًا وانتهاكًا لحقوق الإنسان، ومن ثم تصبح قضية سلام الشرق الأوسط تحمل تأويلات وأبعادًا عديدة.
وفي هذا الكتاب يوضح تشومسكي ما أحدثته الحكومات الأمريكية بالشعوب العربية من حروب وانقلابات، ويدعو الشعب الأمريكي إلى اتخاذ موقف تجاه تلك السياسات الظالمة، ويدعو العرب إلى تحسين تصوراتهم عما يحدث في المنطقة، وألا ينخدعوا بالصور الكاذبة والوعود الزائفة.
مؤلف كتاب أوهام الشرق الأوسط
نعوم تشومسكي: فيلسوف أمريكي، ومؤرخ وناقد وناشط سياسي، ولد في السابع من ديسمبر عام 1928م في فيلادلفيا، ويُعد من أبرز الفلاسفة والمثقفين في العصر الحديث، وأحد مؤسسي مجال العلوم المعرفية، وعلى الرغم من كونه أمريكي الجنسية، فهو أكبر ناقد للسياسات الأمريكية ولإسرائيل، وداعم للحقوق الفلسطينية. وألف أكثر من مئة كتاب، من أشهرها:
الهيمنة أم البقاء: السعي الأمريكي للسيطرة على العالم.
الدول الفاشلة: إساءة استخدام القوة والتعدي على الديمقراطية.
الربح فوق الشعب: الليبرالية الجديدة والنظام العولمي.