الأسرة تأتي أولًا
الأسرة تأتي أولًا
بعد فوز ترامب استحوذت ابنته إيفَانْكَا وزوجها جَارِيدْ على السلطة داخل البيت الأبيض، وتجاهلا الإجراءات واللياقات بين الموظفين بدعوى أن صلاحيات الأسرة الأولى تعلو فوق كل شيء، ورغم عدم كفاءته، فقد تولى جَارِيدْ منصب كبير مستشاري ترامب، وأُسند إليه ملف الشرق الأوسط وإسرائيل، فعين “غَارِي كُوْهِن” -الرئيس السابق للمؤسسة المصرفية غولدمان ساكس- مديرًا للمجلس الاقتصادي الوطني ومستشارًا اقتصاديًّا للرئيس، ومنحت إيفَانْكَا “دِينَا بَاوِل” -ممثلة العلاقات العامة بمؤسسة غولدمان- وظيفة نائب مستشار الأمن القومي.
وسرعان ما دخل الزوجان في صراعٍ مع بَانُونْ، فعمدا إلى تأليب الرئيس عليه حتى نجحا في استبعاده ونيل ثقة الرئيس، فأعطى جَارِيدْ سلطاتٍ أعلى ومنح إيفَانْكَا منصب مستشار الرئيس، واستطاع الزوجان وضع البيت الأبيض تحت سيطرة الأسرة.
لكن الأمور ساءت عندما ضغط جَارِيدْ وإيفَانْكَا على ترامب كي يطرد “كُوْمِي” -مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية- بعد إعلان التحقيق معهم والتدقيق في أوضاعهم المالية، بسبب تسريباتٍ حول تورطهم مع الروس، وتسريباتٍ أخرى عن صفقات بين عائلة كُوشْنَر ومستثمرين صينيين، تضمنت تمويل مشروعاتٍ عقارية كبيرة للعائلة، مقابل منح الصينيين تأشيرات سفر أمريكية، وقد تسبب طرده في سلسلة من العواقب الوخيمة وموجة من الغضب الإعلامي استمرت لمدة طويلة.
وأصبح جَارِيدْ وإيفَانْكَا مهمشَيْن، خصوصًا بعد كارثة تعيينهما “سْكَارَامُوتْشِي” مديرًا للإعلام والاتصالات، الذي كان معروفًا بوقاحته وأخلاقه السيئة، إذ استغل مركزه في إطلاق فضائح علنية سببت إحراجًا لإدارة البيت الأبيض، ثم حاول الزوجان استعادة مكانتهما مرةً أخرى، فأطلقا برنامج DACA لحماية أطفال المهاجرين، وأصدر جَارِيدْ بيانًا ساذجًا ينفي مسؤوليته في التسريبات الروسية، ولأن الأسرة تأتي أولًا، منحهما ترامب ثقته مرةً أخرى، فاستعادا سلطتهما وفرضا سيطرتهما مجددًا على البيت الأبيض.
الفكرة من كتاب نار وغضب: البيت الأبيض في عهد ترامب
عندما ترشح “دونالد ترامب” لرئاسة أمريكا، لم يتخيل أي شخصٍ أن بإمكانه الانتصار في ذلك السباق الرئاسي، لكن على غير المتوقع، وفي ٢٠ يناير ٢٠١٧، استطاع ترامب الفوز بلقب الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية، ومنذ اللحظة الأولى لتوليه زمام السلطة، عاشت أمريكا عاصفةً سياسية لا تقل غرابةً عن فضيحة ووترجيت.
فبجانب شهرة تْرَامْب بسلوكه السيئ والمتعسف، وعدم امتلاكه أي مبادئ أو قناعاتٍ سياسية، لم تخلُ فترة حكمه من الفوضى السياسية والقرارات الخاطئة والتصرفات الشائنة، بالإضافة إلى الفضائح والمعلومات المسرَّبة التي تدينه وأسرته وكبار موظفيه.
وهذا الكتاب هو حصيلة عدة مقابلات وحوارات أجراها الكاتب مع الرئيس وكبار الموظفين وغيرهم، داخل الجناح الغربي في البيت الأبيض، وقد سعى من خلاله إلى تسليط الضوء على طبيعة الحياة الفريدة داخل البيت الأبيض، ودور آل ترامب في تسيير أمور الحكم، كذلك يروي الأحداث والصراعات والمواقف العصيبة التي وقعت خلال ١٨ شهرًا منذ تولى “دونالد ترامب” رئاسة أمريكا، ويذكر أبرز الشخصيات التي انضمت للطاقم الرئاسي وتحملت أعباء العمل مع ترامب.
مؤلف كتاب نار وغضب: البيت الأبيض في عهد ترامب
مايكل وولف: مؤلف وصحفي أمريكي، حاصل على جوائز تقديرية في الصحافة، عمل محررًا في مجلة “أدويك”، وحاليًّا ينشر مقالاته في عدة صحف أبرزها صحيفة “يو. إس. إيه. توداي الأمريكية”، “هوليوود ريبورتر الأمريكية”، والنسخة البريطانية من مجلة “جي كيو”، بالإضافة إلى مشاركته في تأسيس موقع “نيوز” الإخباري، له عدة مؤلفات منها:
الحصار: ترامب تحت القصف.
The Man Who Owns the News: Inside the Secret World of “Rupert Murdoch”
Landslide: The final days of the Trump Presidency