لماذا ينبغي علينا العطاء؟
لماذا ينبغي علينا العطاء؟
كما يبدو دائمًا أن الأيام تجري والمهام المطلوبة تزداد، ومع ذلك يتطلب من كل إنسان بذل مجهود إضافي ليعطي الآخر من وقته وجهده، ولكن كيف سيتمكَّن كل واحد من الحصول على الوقت والموارد لتقديم المزيد؟ مع الأخذ في الحسبان تفضيل كل شخص لنفسه على الآخر، فكيف سيستطيع إذن هذا الآخر تقديم العطاء؟
إن الجميع لديه القدرة على تقديم العطاء مهما كانت الظروف، فمن خلال العطاء يمكن تحقيق فارق إيجابي للآخرين، وفوائد عاطفية وبدنية ستعود على الذات، وكل هذا السلام جاء نتيجة تضحية آخرين، وهؤلاء الآخرون دائمًا في حاجة إلى المساعدة، وليس على الفرد إلا مساعدة الآخرين لتغيير حياتهم، أو فعل لا شيء.
وللعطاء فوائد كثيرة تعود على صاحب العطاء نفسه، فالعطاء يوفر علاقات جديدة، وفرص عمل كثيرة، ويزيد الشعور بالحب والسلام والإنجاز، وتكون نقطة المفارقة هى انتظار المقابل من الطرف الآخر، لأنه يمكن لصاحب العطاء ألا يتلقَّى شيئًا أبدًا، وتسهم العقلية التى يدخل بها هذا الشخص المعطاء في أثناء عطائه في تقبُّله هذا الأمر، ويستطيع العطاء أيضًا أن يقلِّل من المخاوف لأنه يعزِّز العلاقات الاجتماعية، ويقلِّل أيضًا من الأنانية، ويساعد على التواصل بشكل أكبر مع الآخرين، ويعمل على تقليل الشعور بالخوف والعزلة، وقد أظهر البحث الأكاديمي أن العطاء للآخرين يفيد الناس على المستويين البدني والنفسي، وأن العطاء في صورة العمل التطوعي يقوِّي الجهاز المناعي، ويقلِّل من معدلات الكوليسترول، وبصفة عامة يقلِّل من الشعور بالإجهاد.
فالجميع يتطلَّع إلى إدراك المغزى من حياته وشعوره بالسعادة وتحقيق الإشباع، وكل ذلك لن يتحقق بالتمركز حول الذات، بل بتغيير حياة الأشخاص ومنحهم السعادة على ذلك، وتبرعات كارثة تسونامي أبرز مثال على ذلك، حيث ساعد الكثير من خلال عطائهم بإحياء هذه الأرض مرة أخرى.
الفكرة من كتاب قوة العطاء
تزامنًا مع عالم تعمه الفوضى والدمار، يوضح الكاتبان ما يمكن أن يفعله الأشخاص العاديون لتضميد جراح الآخرين وتخفيف آلامهم من خلال العطاء، فالجميع يملك شيئًا ليمنحه أيًّا كانت صورته، سواء كان وقتًا، أو مالًا أو حكمة أو أي صورة أخرى، ويبرزان كيف يكون العطاء وأين ومتى، موضحين صور هذا العطاء.
مؤلف كتاب قوة العطاء
عظيم جمال: متحدث ملهم ومستشار إداري ومدرب تنفيذي، لديه ثلاثة مؤهلات مالية مهنية، لكنه غير مهنة “محاسبة الأعمال” إلى “محاسبة الحياة” خلال تجربة مثيرة للروح في أثناء العمل التطوعي في العالم النامي، وقد ألَّف العديد من الكتب بما في ذلك The Corporate Sufi وThe Power of Giving.
هارفي ماكينون: كاتب ومؤلف، له العديد من الكتب منها: Hidden gold، والكتاب الذي بين أيدينا.