العلم أيضًا يكذب
العلم أيضًا يكذب
يعتقد البعض أن العلم هو الوسيلة الوحيدة لتفنيد الأكاذيب لكشف الحقيقة المغطاة أسفلها، ولكن بإلقاء نظرة واحدة على تاريخ تطور العلم سنرى بوضوح سخافة ذلك المعتقد، فالعلم فقد موثوقيته اليقينية في إنتاجه بسبب ثلاثة أشخاص أطلق عليهم أعلام الارتياب، وهم ماركس ونيتشه وفرويد، الأول ساهم في تحطيم يقين الأيديولوجيات السياسية، والثاني ضرب ثبات الحقيقة والقيم الأوربية الفلسفية، أما الأخير فرمى مكانة العقلانية والمنطق في بئر اللا وعي، وبتراكم إسهامات ثلاثي الارتياب تحكمت مركزية الإنسان الصامدة من قرون، وهُدمت أفكار قوية مسيطرة، وصدمت العلوم الإنسانية بمناهج بحثية جديدة على غرار العلوم الطبيعية في عدم يقينيتها وصراع أينشتاين وهايزنبرج.
بالإضافة إلى طريقة عمل العلم نفسه بتركيزه على المعضلات التي لها حلول، وتجاهل المشكلات البشرية الحقيقية، وتحويل المسائل العلمية القابلة للحل إلى نماذج رياضية قياسية محددة، ثم طبعها بختم إجماع علمي مكيّف مع الظواهر غير المتوقعة، والخارقة للنموذج الموحد للقياس، لفرض اتساق وهمي، لتنتج في النهاية عقيدة دوجماتية جديدة يتبعها الأفراد عميانًا، محكومين بما تصفه بعض مجموعات الممارسين بالإجماع العلمي، في تجاهل تام لعلاقة العلم بالقوى الاقتصادية والسياسية، وكيفية توجيه تلك القوى إلى مساره وأهدافه للحفاظ على تحيزه العملي.
ويقف الإنسان عاجزًا أمام جبال لا نهائية من الآراء متسائلًا: أين الحقيقة؟ وكيف السبيل إليها؟ وتغذي طبيعة شبكات التواصل ذلك العجز بتسهيلها نقل كل المعلومات وما يضادها، مع تمكين أي فرد للوصول إلى أي معلومة، بالإضافة إلى اختراع المستخدمين جوانب كاملة من ذواتهم لتناسب طبيعة كل منصة، لتتسع الفجوة بين العالم الافتراضي والواقعي، وتزداد المشكلات في العالم الواقعي.
الفكرة من كتاب تاريخ الكذب
هل نحب الكذب؟ بالتأكيد ستخرج الإجابة سريعة “لا”، ولكن هل نمارس الكذب؟ هنا سنتمهل قليلًا للتفكير، فقطعًا كذبنا عدة مرات، سواء للنجاة أو للحصول على أمر نريده، فلنوسع الدائرة قليلًا وننظر إلى حضارتنا، هل هي أيضًا تنجو وتنمو بالكذب؟
سيأخذنا خْوَان في رحلة عبر مجالات حضارتنا، لنرى الدور المؤثر الذي يلعبه الكذب في صناعة تفوقنا البشري، وكيف تعتمد عليه السياسة، وما آثاره في الأدب والفن، وكيف ننجو اجتماعيًّا بالكذب والخداع.
مؤلف كتاب تاريخ الكذب
خوان جاثينتو مونيوث رنخيل: فيلسوف وكاتب وروائي، ولد في إسبانيا عام 1974م، يعد من أكثر الكتاب الواعدين في إسبانيا، وأسس مدرسة Imaginadores للكتابة الإبداعية في مدريد، حاز ما يزيد على خمسين جائزة أدبية وطنية ودولية عن قصصه القصيرة، ونُشِرَت أعماله في نحو عشر دول، ومن أشهرها:
La capacidad de amar del señor Königsberg
El gran imaginador o la fabulosa historia del viajero de los cien nombres
El sueño del otro
معلومات عن المترجم:
طه زيادة: صحفي ومترجم للإسبانية، ولد في القاهرة عام 1971م، وتخرج في قسم اللغة الإسبانية بكلية الآداب جامعة القاهرة في عام 1992م، ونشر نصوصًا مترجمة من الإسبانية في عديد من المجلات والصحف المصرية منذ كان طالبًا في الجامعة، من بينها صباح الخير، وروز اليوسف، وأخبار الأدب، والأهرام العربي، عمل مترجمًا صحفيًّا في وكالة الأنباء الإسبانية (إفي) وسفارتي بيرو وإسبانيا.
من أشهر أعماله الترجمية:
رحلتي إلى مصر وسوريا وفلسطين.
ماذا يحدث في كتالونيا.