علم النفس والإجراءات القانونية
علم النفس والإجراءات القانونية
هناك مشكلات كثيرة تقف في وجه الإجراءات القانونية للمؤسسات القضائية المختلفة من هيئات نيابية إلى أجهزة الشرطة والمحاكم وغيرها، من ضمنها مثلًا الفرق بين الإدراك القانوني والجنون؛ فإذا كان المتهم يدرك أنه قام بجريمته ويدرك أنها خطأ فهو سليم العقل، ويُحاسب قانونيًّا حتى لو كانت جريمته تدعو إلى الجنون بمفهومه الشعبي مثل قتل رجل لأطفاله بهدف الانتقام من زوجته، أما إذا لم يدرك الفعل فيعد مجنونًا ويدخلنا ذلك في مشكلة أخرى في توقيت الجنون؛ فهل كان الجنون حدثًا مؤقتًا وقت الواقعة فقط أم أنه حدث بعد ذلك؟ إذا كان ذلك عند الواقعة تتم تبرئته من القضية، وكل هذه الأسئلة يجيب عنها علم النفس الشرعي والخبراء فقط.
إن الاعترافات الكاذبة من ضمن تلك الألغاز إلى اليوم، فلماذا يعترف أحدهم أنه قام بجريمة لم يرتكبها؟ حاول العلماء تفسير ذلك الفعل الغريب، فوجدوا أن بعض الناس يقومون بذلك لحماية طرف آخر أو الهروب من إجبار المحققين له على الاعتراف بتعذيبٍ أو بغيره، أو اعتقاد البعض بأنهم سيطلَق سراحهم بمجرد اعترافهم بارتكابهم الجريمة، والغريب من بين كل هذه التحليلات، التحليل الذي وُجد فيه أن هناك بعض الناس يعتقدون بعد فترة من الاعتراف أنهم ارتكبوا تلك الجرائم بالفعل، فما تفسير من يتبنى اعتقادًا كذلك؟
أرجع العلماء ذلك إلى تفسيرات عدة منها العوامل المؤثرة في ظروف التحقيق، ومنها الأسئلة المطروحة على المتهم؛ فإذا تم طرح أسئلة عن أشياء لم تحدث في الجريمة، وُجد أنه في المرات المقبلة من التحقيقات يكون المتهمون مقتنعين أن هذه الأشياء قد حدثت في مكان الجريمة، حيث يتم ضمها إلى الذاكرة المكونة عن الحادث.
ومن التفسيرات الأخرى لذلك الاعتقاد أن البعض قد يشعرون مُسبقًا بالذنب فينصاعون أمام توجيه التهم لأنهم يعتقدون أن الشعور بالذنب يستلزم أنهم أذنبوا سابقًا، رغم أنهم لم يرتكبوا أي شيء من ذلك، ناهيك عن المتهمين الذين وجدوا في مسرح الحادث ولا يتذكَّرون شيئًا عن الحادث بسبب الكحوليات أو المخدرات ومن ثم يميلون إلى الاعتراف، والنوع الأخير هو الذي لا يتحمل الضغوط مطلقًا نتيجة سماته الشخصية أو نتيجة ثقافات بعض المجتمعات الطبقية التي تفرِّق بين ذوي السُّلطة وسائر البشر، وبالتالي يعترف الشخص بأي شيء يمكن أن يواجَه به. وهناك نوعٌ آخر من الاعترافات يعتمد على (الذكريات المستعادة)، فبعض المرضى النفسيين في أثناء فترات العلاج قد يتذكَّرون صدمات سابقة حدثت لهم منذ سنوات.
الفكرة من كتاب علم النفس الشرعي
إن علم النفس الشرعي هو العلم الذي يبحث في شخصيات ونفوس المجرمين محاولًا إبداء تصوُّرات محتملة لتحوُّل بعض الأشخاص دون غيرهم إلى مجرمين..
يبين الكاتب الطفرة التي حدثت بتضمين علم النفس وخبراته في المجال الشرعي والقضائي ، وبالأخص داخل المحاكم وأماكن التحقيقات، ويوضح المزايا المكتسبة من علم النفس وما أحدثه في تفسير سلوك المجرمين، وتحليل شخصياتهم بطريقة علاجية ووقائية.
مؤلف كتاب علم النفس الشرعي
ديفيد كانتر David Canter: كاتب وطبيب نفسي، ولد في الخامس من يناير عام ١٩٤٤ وتخرج في جامعة ليفربول، بدأ حياته طبيبًا نفسيًّا معماريًّا يدرس التفاعلات بين الأفراد والمباني، ويقدم الاستشارات عن تصميمات المكاتب والمدارس والسجون.
له كثير من المؤلفات في علم النفس، أهمها:
الظلال الإجرامية.
علم النفس والقانون.
علم نفس التحقيقات.
علم النفس الإجرامي.