صراع الحرية والقمع على منصات التواصل الاجتماعي
صراع الحرية والقمع على منصات التواصل الاجتماعي
تصاعد تفاؤل عالمي سرعان ما انقلب إلى خيبة أمل كبيرة، بسبب دور منصات التواصل الاجتماعي في تشكيل الحياة الاجتماعية والسياسية للبلاد، فقد ساهمت في سقوط دكتاتوريات أوربية مثل صربيا وأوكرانيا، كما استُخدمت في ثورات الربيع العربي -خصوصًا في مصر وتونس- في تنظيم وتوثيق المظاهرات، وانتهاكات الأنظمة ضد المتظاهرين، وكما استغلها المواطنون، انتبهت السلطات متأخرة لتوجه اهتمامًا شديدًا إلى كل ما يحدث على الشبكات، وتدشن موجة جديدة من الاستبداد والرقابة والقمع والتضليل، ومحاسبة الفرد على كل كلمة يقولها على منصات التواصل الاجتماعي، ليضيق هامش الحرية الافتراضي.
تعد الصين أفضل مثال لقدرة الأنظمة على تكريس تكنولوجيا المعلومات لصالحها، فمثلًا تستخدم ما يسمى بنظام الرصيد الاجتماعي، وهو حصول الأفراد على درجات رقمية، تعكس استحقاقهم للثقة، وتؤهلهم لنيل فرص أفضل في مختلف المجالات، وهو أحد أشكال التعبير عن الطاعة المطلقة للنظام، بالإضافة إلى تحكم الصين في كل الشبكات داخل حدودها، جميع التفاصيل المارة تخضع لعملية تنقية، أي إن الصينيين يرون ما يسمح نظامهم برؤيته فقط، مما يعني أنهم يعيشون في أكبر شبكة مراقبة اجتماعية في العالم.
في بعض الدول الأخرى تنتشر اللجان الإلكترونية، خادمة وداعمة لمحتوى الأنظمة تارة، ومتجسسة على المعارضين تارة أخرى، بجانب توجيه تهم رقمية إلى المعارضين مثل ارتكاب جرائم الإنترنت، أو الاعتماد على استراتيجيات تضليل العقول مثل روسيا، وضخ كميات كبيرة من الأكاذيب لتغرق فيها الحقيقة، وامتلاك كل أدوات وأشكال الخطاب السياسي لتوجيه الجمهور، وعدم الاقتصار على الشأن المحلي، بل التأثير في الدول المنافسة، كالدور الروسي في الانتخابات الأمريكية في عام 2016م، وتعزيزها الكراهية ودعم اليمين متمثلًا في ترامب.
الفكرة من كتاب شبه حرب.. تسليح وسائل التواصل الاجتماعي
هاتف ذكي ذو اتصال بالإنترنت أكثر فائدة من دبابة، تلك حقيقة الحرب في العصر الرقمي، فمنصات التواصل الاجتماعية ليست للتواصل فقط، بل هي عالم افتراضي متكامل، له طريقة في الحرب والتضليل، وله أساليب في جذب الاهتمام، عالم يمتلك طبيعة خاصة في محتواه، بعدما ننتهي من الكتاب، سترى نفسك فجأة على مسرح أحداث عالمي، يؤثر فيك وتؤثر فيه.
فكيف أثرت منصات التواصل في حياتنا؟ هذا سؤال تقليدي، فلنُعِد صياغته إلى: كيف دفعتنا منصات التواصل إلى حرب عالمية يومية في كل ثانية؟ وأين تقع أدوارنا؟ وهل يلزمنا معرفة كيف نمارسها أم إننا ننخرط فيها دون وعي بالصورة الكبيرة؟ ولماذا تنتشر الأكاذيب أسرع من الحقيقة؟ وكيف تؤثر في أكبر أحداث العالم؟
مؤلف كتاب شبه حرب.. تسليح وسائل التواصل الاجتماعي
بي دبليو سينجر: عالم سياسي واستراتيجي أمريكي، وُلد في 5 أغسطس في بروكلين بنيويورك عام 1974م، حصل على درجة البكالوريوس من كلية وودرو ويلسون للشؤون العامة والدولية بجامعة برينستون، وحصل على درجة الدكتوراه من جامعة هارفارد، بجانب عمله الأكاديمي، كما شغل منصب مستشار لعدة وكالات حكومية، بما في ذلك وزارة الدفاع الأمريكية ومكتب التحقيقات الفدرالي.
وقد كتب عديدًا من الكتب الأكثر مبيعًا مثل:
Wired for War: The Robotics Revolution and Conflict in the 21st Century
Cybersecurity and Cyberwar: What Everyone Needs to Know
إيمرسون تي بروكينج: كاتب وصحفي ومحلل أمني أمريكي، حامل لدرجة البكالوريوس في التاريخ من جامعة ييل، ودرجة الماجستير في الدراسات الأمنية من كلية الخدمة الخارجية في جامعة جورج تاون، يعمل حاليًّا زميلًا في مختبر الأبحاث الرقمية في مجلس الأطلسي، كما يشارك في تحرير مدونة Lawfare الأمنية، ويعد من الخبراء المعروفين في مجال الدعاية والتضليل الرقمي، وقد نشر عديدًا من المقالات والتقارير حول موضوعات، مثل: التطرف عبر الإنترنت، والحرب المعلوماتية، وتلاعب وسائل التواصل الاجتماعي، وقد نُسبت أعماله إلى وسائل الإعلام المختلفة، بما في ذلك صحيفتي The New York Times وThe Washington Post وشبكة CNN
معلومات عن المترجمة:
هدى يَحيى: مترجمة مصرية، تخرجت في كلية الآداب جامعة المنصورة في عام 2016م، ولها عدة إسهامات ترجمية، أبرزها:
أكاديمية الظل.
احتضارات الكون الأخضر.